والعجيب زعم الكاتب أن دولة إسرائيل الحالية يسودها حكم آل داود عليهالسلام ، مع أن دولة إسرائيل ليست كذلك ، بل هي دولة محتلة جائرة ظالمة ، تحكم بغير ما أنزل الله.
ولئن كان حلم دولة إسرائيل هو هدم المسجدين فهل حلمها جعل الكوفة عاصمة لها ، واعتبار كربلاء خير بقاع الأرض؟!
وإذا كان حلم دولة إسرائيل هو العودة إلى المدينة المنورة (يثرب) ، فما بال الكاتب لم يذكر لنا رواية واحدة تدل على أن هذا هو حلم الإمام المهدي أيضاً؟
هذا مع أنّا أوضحنا فيما تقدم ضعف الأخبار التي بنى عليها الكاتب كل نتائجه ، وأوضحنا أيضاً عدم صحة مزاعمه في دلالة تلكم الأحاديث ، وبيَّنا المراد بالأمر الجديد والكتاب الجديد والقضاء الجديد ، فلا حاجة لإعادة ما قلناه فيما سبق.
* * *
قال الكاتب : ويحسن بنا أن ننبِّه إلى أن أصحابنا اختاروا لهم اثني عشر إماماً ، وهذا عمل مقصود ، فهذا العدد يمثل عدد أسباط بني إسرائيل ، ولم يكتفوا بذلك ، بل أطلقوا على أنفسهم تسمية (الاثني عشرية) تَيَمُّناً بهذا العدد.
وأقول : ما أكثر ما يأتي هذا الكاتب بالعجائب والغرائب الكاشفة عن جهله وشدة تحامله بالباطل ، فإنه أراد أن يقلب الحق إلى باطل ، والباطل إلى حق ، وذلك لأن روايات الخلفاء الاثني عشر أشهر من أن تخفى على أحد ، وأوضح من أن يتمكن هذا الكاتب من إخفائها أو التشكيك فيها.
ونحن سنقتصر على ذكر بعض طرقها في هذا الكتاب ، وعلى من أراد الاستزادة فليراجع كتابنا (مسائل خلافية حار فيها أهل السنة) ، فإنا قد ذكرنا هناك ما فيه كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.