فهل يتعقَّل الكاتب أن يأمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المسلمين بالتلفظ بالفحش بدون كناية مع إمكان النهي عن المنكر بلفظ لا فحش فيه ، أو بفحش بالكناية؟!
* * *
قال الكاتب : وفي الاحتجاج للطبرسي أن فاطمة سلام الله عليها قالت لأمير المؤمنين رضي الله عنه : (يا ابن أبي طالب ، ما اشتملت شيمة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين).
وأقول : مع التسليم بصحة الخبر فإن فاطمة الزهراء سلام الله عليها كانت تستنصر بأمير المؤمنين عليهالسلام لينصرها على من ابتزها نحلتها بعد وفاة أبيها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقولها عليهاالسلام : (يا ابن أبي طالب) خطاب منها له تحثّه به على نصرتها ، إذ تذكِّره بأبيه سلام الله عليه الذي لم يألُ جهداً ولم يدَّخر وسعاً في نصرة أبيها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى قبضه الله إليه.
وقولها عليهاالسلام : (اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنّين) معناه : أنك جلست في منزلك مشتملاً كاشتمال الجنين ، لا حول لك ولا طول بسبب قلة الأنصار ، وقعدت عن طلب حقي كقعود الضعيف المتَّهم.
وقولها عليهاالسلام : (نقضتَ قادمة الأجدل ، فخانك ريش الأعزل) (١) معناه أنك نازلت الأبطال ، وخضت الأهوال ، ولم تبالِ بكثرة الرجال ، حتى نقضت شوكتهم ، واليوم غُلبتَ من هؤلاء العُزَّل الضعفاء ، وسلَّمت لهم الأمر ولم تنازعهم.
وقولها عليهاالسلام : (هذا ابن أبي قحافة يبتزّني نُحَيْلة أبي ، وبُلْغة ابنيَّ ، لقد أجهر في
__________________
(١) قوادم الطير مقاديم ريشه ، والأجدل هو الصقر. والأعزل : الذي لا سلاح عنده.