الوجوب ، واختلفوا في استحباب إقامتها ، فالمشهور ذلك (١).
* * *
قال الكاتب : ولكني أتساءل : من الذي تسبب في حرمان كل تلك الأجيال وعلى مدى ألف سنة تقريباً من صلاة الجمعة؟ فأية يد خفية هذه التي استطاعت بدهائها وسيطرتها أن تحرم الشيعة من صلاة الجمعة مع وجود النص القرآني الصريح في وجوب إقامة الجمعة؟؟!!.
وأقول : الذي تسبَّب في حرمان الشيعة من إقامة صلاة الجمعة هم سلاطين الجور الذين منعوا الشيعة من إقامتها في جميع الأمصار والأعصار ، وهذا يعرفه كل من أحاط خبراً بالحوادث الجارية في السنين الماضية ، ولو لا أنّي أخشى غائلة المؤاخذة من قبلهم لسجَّلتُ للقارئ العزيز حوادث كثيرة تدل على ما قلته ، ولكني أقول كما قال الشاعر :
قَالَتِ الضِّفْدعُ قَولاً |
|
صَدَّقتْه الحُكَمَاءُ |
في فَمِي مَاءٌ وهَلْ يَنْ |
|
طِقُ مَنْ في فِيْهِ مَاءُ. |
بل إن كل من أمعن النظر وتبصَّر في الأمور يجد أن سلاطين الجور قد حرموا حتى أهل السنة من فوائد صلاة الجمعة وعوائدها ، لأنهم وظَّفوا لها من يمشي في ركابهم ، ويسير على منهاجهم ، فلا يقول إلا ما يملونه عليه ، ولا يتفوَّه إلا بما يوحونه إليه ، حتى إنه قد بلغني من مصادر مؤكَّدة أن خُطَب صلاة الجمعة تُجاز من قبل بعض أجهزة الدولة قبل أن يقوم الإمام بإلقائها على الناس ، فأية فائدة تُرتجى من مثل هذه الخُطَب ، وأي منفعة تُتوقَّع من مثل هذه الصلوات؟!
* * *
__________________
(١) جواهر الكلام ١١ / ١٧٩.