الفقر والصلاح والسداد (١).
قلت : وهذا هو أحد الآراء التي ذكرها المفيد فيما مرَّ من أنه يقسَّم على السَّادة وفقراء الشيعة.
فأين هذا التطور الذي زعمه الكاتب في نظرية الخمس؟!
* * *
قال الكاتب : القول الخامس :
واستمر التطور شيئاً فشيئاً في الأزمنة المتأخرة ـ وقد يكون قبل قرن من الزمان ـ حتى جاءت الخطوة الأخيرة ، فقال بعض الفقهاء بجواز التصرف بسهم الإمام في بعض الوجوه التي يراها الفقيه مثل الإنفاق على طلبة العلم ، وإقامة دعائم الدين وغير ذلك كما أفتى به السيد محسن الحكيم في مستمسك العروة الوثقى ٩ / ٥٨٤.
وأقول : لقد أوضحنا أن المسألة لا نصَّ فيها ، فلهذا كانت مسرحاً للآراء ، فاختلف العلماء في كيفية التصرّف في سهم الإمام عليهالسلام بعد ذهاب المشهور إلى وجوب دفع الخمس في زمن الغيبة.
واختلاف الآراء لا غضاضة فيه بعد أن يكون المهم هو الوصول إلى ما هو الصحيح في المسألة.
ونحن عند ما نستعرض الآراء في هذه المسألة قديماً وحديثاً نجد أن رأي المتأخرين هو الأقرب للصواب ، بل هو الصحيح ، وهو الموافق للاحتياط كما هو واضح لمن كان عنده أدنى ذوق فقهي.
والعجيب من الكاتب أنه نسب هذا القول إلى السيد محسن الحكيم قدَّس الله نفسه ، مع أنه قول مشهور منذ أكثر من مائة وخمسين عاماً.
__________________
(١) الوسيلة إلى نيل الفضيلة ، ص ١٤٨.