حق لعائشة وغيرها في الإذن فيه ، ونحن بعد البحث والتتبّع لم نجد له وجهاً مصحِّحاً ، لأن الموضع الذي دُفِنا فيه ليس ملكاً لهما بالاتفاق ، فلا بد أن يكون ملكاً لغيرهما ، فإن كان ملكاً لفاطمة عليهاالسلام فهي لم تأذن لهما فيه ، وإن كان ملكاً لابنتيهما عائشة وحفصة ، فسبب الملك إما الميراث أو غيره ، وغير الميراث لم يثبت ، وأما الميراث فإن كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يُورَث كما زعموا فلا حق لعائشة وحفصة في شيء مما تركه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل يكون كله صدقة ، وإن كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يُورَث كما هو الصحيح فلمَ منعا فاطمة عليهاالسلام إرثها ، واستحوذا على مكان لهما يُدفنان فيه دون باقي المسلمين؟ على أن نصيب ابنتيهما من الميراث لا يسع كل هذا المقدار كما لا يخفى ، لأن كل واحدة منهما لها تسع الثمن ، وهو لا يساوي شيئاً.
* * *
قال الكاتب : إن من المتعارَف عليه ، بل المُسَلَّمِ به عند جميع فقهائنا وعلمائنا أن الكعبة ليس لها أهمية ، وأن كربلاء خير منها وأفضل ، فكربلاء حسب النصوص التي أوردها فقهاؤُنا هي أفضل بقاع الأرض وهي أرض الله المختارة المقدسة المباركة ، وهي حرم الله ورسوله ، وقِبْلَةُ الإسلام وفي تربتها الشفاء ، ولا تدانيها أرض أو بقعة أخرى حتى الكعبة.
وكان أستاذنا السيد [كذا] محمد الحسين آل كاشف الغطاء يتمثل دائما بهذا البيت :
ومن حديث كربلاء والكعبة |
|
لكربلاء بانَ عُلُوُّ الرُّتبَه |
وقال آخر :
هي الطفوفُ فَطُفْ سبعاً بمعناها |
|
فما لمكةَ معنىً مثل معناها |
أرضٌ ولكنها السبعُ الشدادُ لها |
|
دانتْ وطأطأَ أعلاها لأَدْناها |