يقع فيه صغار طلبة العلم فضلاً عن السيّد الخوئي قدسسره.
* * *
قال الكاتب : إن من أغرب الأمور وأنكرها أن تكون كل هذه الكتب قد نزلت من عند الله ، واختص بها أمير المؤمنين سلام الله عليه والأئمة من بعده ، ولكنها تبقى مكتومة عن الأمة وبالذات عن شيعة أهل البيت ، سوى قرآن بسيط قد عبثت به الأيادي فزادت فيه ما زادت ، وأنقصت منه ما أنقصت ـ على حد قول فقهائنا ـ!!
وأقول : لقد أوضحنا أن كل تلك الكتب ما عدا التوراة والإنجيل والزبور لم تكن منزلة من عند الله سبحانه ، وإنما كان بعضها من إملاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبعضها الآخر من إملاء الملَك.
وعلى كل حال فلا غضاضة كما مرَّ في إخفاء هذه الكتب عن سائر الناس ، لأن منها ما لا يحتاجون إليه ، كمصحف فاطمة عليهاالسلام المشتمل على بيان الحوادث والوقائع ، والمصلحة تدعو إلى إخفائه وكتمانه وعدم بذله للناس.
وما يحتاج إليه الناس من تلك الكتب فهو عند الأئمة عليهمالسلام ، وهم سلام الله عليهم سيعرِّفونهم بما فيها من أحكام دينهم وتعاليمه ، فالناس بالنتيجة يستفيدون منها ولكن بالواسطة وبتعريف الأئمة عليهمالسلام لهم ، وهذا لا محذور فيه.
وأما زعمه أن القرآن بسيط فهو جناية كبيرة على كتاب الله سبحانه وعلى الشيعة في آن واحد ، فإن علماء الشيعة قديماً وحديثاً قد جعلوه المصدر الأول من مصادر التشريع واستنباط الأحكام والمعتقدات ، وضربوا عرض الجدار بكل الأخبار التي تعارضه وإن كانت صحيحة السند ، وهذا أمر لا يخفى على صغار طلبة العلم فضلاً عمَّن يدّعي الاجتهاد والفقاهة.
ثمّ إن ما زعمه الكاتب من أن القرآن عبثت به الأيدي فزادت فيه ما زادت ،