أي أنه يتهم أبا عبد الله بالركون إلى الدنيا وحب الاستِئْثَار بها ، فعاقبه الله تعالى بأن أرسل كلباً فبال بأذنيه جزاءً له على ما قال في أبي عبد الله.
وأقول : هذه الرواية ضعيفة ، وسندها : علي بن محمد ، قال : حدثني محمد بن أحمد بن الوليد ، عن حماد بن عثمان.
وعلي بن أحمد لم يثبت توثيقه في كتب الرجال ، ومحمد بن أحمد مجهول كما مرَّ في كلام السيد الخوئي قدسسره.
على أن قوله : (صاحبكم) ليس صريحاً في أنه يريد به الإمام الصادق عليهالسلام وإن كان ذلك محتملاً ، والمظنون قوياً أنه كان يريد به شخصاً آخر ، لأنه لو أراد الإمام عليهالسلام لقال : (صاحبنا) ، فإن ذلك هو التعبير المتعارف في الإشارة إلى الإمام عليهالسلام.
* * *
قال الكاتب : وعن حماد الناب قال : جلس أبو بصير على باب أبي عبد الله رضي الله عنه ليطلب الإذن ، فلم يُؤْذَنْ له ، فقال : لو كان معنا طبق لأَذِنَ ، قال فجاء كلب فشغر في وجه أبي بصير ، فقال ـ أبو بصير ـ : أف أف [كذا] ما هذا؟ (١). فقال له جليسه : هذا كلب شغر في وجهك رجال الكشي ص ١٥٥.
أي أنه يتهم أبا عبد الله رضي الله عنه بحب الثريد والطعام اللذيذ بحيث لا يأذن لأحد بالدخول عليه إلا إذا كان معه طبق طعام ، لكن الله تعالى عاقبه أيضاً فأرسل كلباً فبال في وجهه عِقاباً له على ما قاله في أبي عبد الله رضي الله عنه.
وأقول : هذه الرواية ضعيفة السند أيضاً ، وسندها : محمد بن مسعود ، قال : حدثني جبرئيل بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن يونس عن حماد الناب.
وقد مرَّ أن جبرئيل بن أحمد لم يثبت توثيقه في كتب الرجال.
__________________
(١) لأنه كان أعمى البصر (حاشية من الكاتب).