وروى سليمان بن الربيع عن الحارث بن إدريس : أبو حنيفة أصله من ترمذ.
وقال أبو عبد الرحمن المقري : أبو حنيفة من أهل بابل.
وروى أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول عن أبيه عن جدّه ، قال : ثابت والد أبي حنيفة من أهل الأنبار.
ثمّ نقل أن أبا حنيفة اسمه النعمان بن ثابت بن المرزبان (١).
قلت : انظر رحمك الله كيف اختلفوا في أصل واحد من أئمة مذاهبهم الأربعة على أقوال متعددة ، فما بالك بغيره.
وأما الثاني فهو ابن ماجة صاحب السنن المشهور ، فإنهم لا يزيدون في ذِكْر نَسَبه إلا على أنه أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة (٢).
وقال الرافعي في تاريخ قزوين : وماجة لقب يزيد ، والد أبي عبد الله ، وكذلك رأيت بخط أبي الحسن القطان وهبة الله بن زاذان ، وقد يقال : محمد بن يزيد بن ماجة ، والأول أثبت (٣).
وعليه ، فابن ماجة لا يعرف إلا باسمه واسم أبيه فقط.
ولا ريب في أن مقام الطبرسي صاحب الاحتجاج عند الشيعة ليس كمقام أبي حنيفة وابن ماجة عند أهل السنة ، فلا ندري بعد هذا لما ذا شكَّك الكاتب في أصل الطبرسي ، وجعل ذلك طعناً فيه ، وتعامى عما ذكرناه آنفاً وغيره مما تركناه من الطعون الصحيحة في أئمتهم وحفاظ أحاديثهم.
* * *
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٦ / ٣٩٠ وما بعدها.
(٢) راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٧٧. المنتظم ١٢ / ٢٥٨. البداية والنهاية ١١ / ٥٦. تهذيب التهذيب ٩ / ٤٦٨. طبقات الحفاظ ، ص ٢٧٨. تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٣٦. النجوم الزاهرة ٣ / ٧٠. مرآة الجنان ٢ / ١٤٠. وفيات الأعيان ٤ / ٢٧٩. الوافي بالوفيات ٥ / ٢٢٠.
(٣) التدوين في أخبار قزوين ، ص ١٦٥.