فهنيئاً لهذا المجتهد الذي صار سُنّياً بأحاديث اختلقها من عنده ، وهنيئاً لأهل السنة به.
* * *
قال الكاتب : لو فرضنا أن رجلاً قَذِراً تمتع مرة أفتكون درجته كدرجة الحسين رضي الله عنه؟ وإذا تمتع مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً كانت كدرجة الحسن وعلي والنبي عليهمالسلام؟ أمنزلة النبي صلوات الله عليه ومنزلة الأئمة هينة إلى هذا الحد؟!
وحتى لو كان المتمتع هذا قد بلغ في الإيمان مرتبة عالية ، أيكون كدرجة الحسين؟ أو أخيه؟ أو أبيه أو جده؟! إن مقام الحسين أسمى وأعلى من أن يبلغه أحد مهما كان قوي الإيمان ، ودرجة الحسن وعلي والنبي عليهمالسلام جميعاً لا يبلغها أحد مهما سما وعلا إيمانه.
وأقول : بعد أن اتضح أن هذا (الحديث) مختلق مكذوب فالكلام فيه تبديد للوقت بلا فائدة.
ولكن كل إشكالات الكاتب ترد على ما أخرجه الترمذي في سننه ، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ، وأحمد في مسنده ، والطبراني في معجمه الكبير بأسانيدهم عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخذ بيد حسن وحسين فقال : مَن أحبَّني وأحبَّ هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة (١).
فهل كل من أحبَّ الخمسة أصحاب الكساء ينال درجة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وإن كان شخصاً قذراً كما قال الكاتب؟!
بل يلزم من هذا الحديث أن يكون كل المسلمين لهم درجة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، سواء
__________________
(١) سنن الترمذي ٥ / ٦٤١ قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب. الأحاديث المختارة ٢ / ٤٥. مسند أحمد ١ / ٧٧. المعجم الكبير للطبراني ٣ / ٤٣.