عقوبة عمر (١).
ومعنى الحديث واضح ، فإن أمير المؤمنين عليهالسلام نظر إلى البياض الذي كان على ثياب المرأة عند فخذيها ، وليس المراد أنه عليهالسلام نظر إلى نفس الفخذين كما زعمه مدَّعي الفقاهة والاجتهاد ، وإلا فلا بد أن يقال : إن أمير المؤمنين عليهالسلام قد كشف عن فخذيها فنظر إليهما! أو أنها كانت مكشوفة الفخذين ، فنظر إليهما! وكلا الأمرين لا يدل عليهما الحديث ، ولا يصح حمله عليهما.
* * *
قال الكاتب : وعن أبي عبد الله رضي الله عنه قال : قامت امرأة شنيعة إلى أمير المؤمنين وهو على المنبر ، فقالت : هذا قاتِل الأحِبَّةِ ، فنظر إليها ، وقال لها : (يا سلفع ، يا جريئة ، يا بذية ، يا مذكرة ، يا التي لا تحيض كما تحيض النساء ، يا التي على هَنِهَا شيء بينٌ مدليَ) البحار ٤١ / ٢٩٣.
فهل يتلفظ أمير المؤمنين بمثل هذا الكلام البذيء؟ هل يخاطب امرأة بقوله : يا التي على هنها شيء بين مدلي؟ وهل ينقل الصادق رضي الله عنه مثل هذا الكلام الباطل؟ لو كانت هذه الروايات في كتب أهل السنة لأقمنا الدنيا ولم نُقعدها ، ولفضحناهم شرَّ فضيحة ، ولكن في كتبنا نحن الشيعة!
وأقول : هذه الرواية ضعيفة السند ، فإن من رواها عن الصادق عليهالسلام بكار بن كردم ، وهو مهمل في كتب الرجال ، فلم يُذكَر لا بمدح ولا بقدح. وعيسى بن سليمان وهو مجهول الحال.
وروى الخبر عنهما عمر بن عبد العزيز ، وهو إمامي مخلط كما قال النجاشي في
__________________
(١) الكافي ٧ / ٤٢٢. تهذيب الأحكام ٦ / ٣٠٤. وسائل الشيعة ١٨ / ٢٠٦. بحار الأنوار ٤٠ / ٣٠٣.