رجاله (١) ، وروى الكشي عن الفضل بن شاذان أنه يروي المناكير (٢).
وأما من ناحية متن الرواية فلا يخفى أن أمثال هذه العبارات الواردة في الحديث لا غضاضة فيها على قائلها ، لأنها ليست من الفحش في شيء ، وإنما كنّى أمير المؤمنين عليهالسلام عن الفرج بالهن ، وذكر أن عليه شيئاً بَيِّناً مُدَلًّى ، والكناية من الأساليب المتعارفة في الكلام العربي التي لا يُعاب بها البلغاء والمتكلمون وإن كانت معانيها لا يحسن التصريح بها ، وقد ورد في القرآن كنايات بأجمل الأساليب عن الفرج والجماع واللواط وقضاء الحاجة وغيرها ، كما ورد في السنة النبوية كثير من أمثال هذه الأمور التي لا تخفى على أحد.
هذا مع أن هذه الحادثة مروية في كتاب (شواهد التنزيل) للحاكم الحسكاني ، وهو من حفَّاظ الحديث عند أهل السُّنة ، فقد رواها بسنده عن جابر ، عن أبي جعفر قال : بينما أمير المؤمنين في مسجد الكوفة إذ أتته امرأة تستعدي على زوجها ، فقضى لزوجها عليها ، فغضبت فقالت : والله ما الحق فيما قضيت ، ولا تقضي بالسوية ، ولا تعدل في الرعية ، ولا قضيتك عند الله بالمرضية! فنظر إليها مليّاً ، ثمّ قال : كذبتِ يا بَذِيَّة يا بذية ، يا سلقلقة ـ أو يا سلقى ـ. فولَّت هاربة ، فلحقها عمرو بن حريث فقال : لقد استقبلتِ عليّا بكلام ، ثمّ إنه نزعك بكلمة فوليتِ هاربة؟ قالت : إن عليّا والله أخبرني بالحق وشيء أكتمه من زوجي منذ ولي عصمتي. فرجع عمرو إلى أمير المؤمنين فأخبره بما قالت ، وقال : يا أمير المؤمنين ما نعرفك بالكهانة. فقال : ويلك إنها ليست بكهانة مني ، ولكن الله أنزل قرآناً (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) ، فكان رسول الله هو المتوسِّم ، وأنا من بعده ، والأئمة من ذريتي بعدي هم المتوسِّمون ، فلما تأمَّلتُها عرفتُ ما هي بسيماها (٣).
__________________
(١) رجال النجاشي ٢ / ١٢٧.
(٢) اختيار معرفة الرجال ٢ / ٧٤٨.
(٣) شواهد التنزيل ١ / ٣٢٣.