وتعامى عن الأحاديث الكثيرة الصحيحة التي امتلأت بها كتب أهل السنة والتي اشتملت على عيب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولمزه ونسبة ما لا يليق به إليه.
منها : ما دلَّ على أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قدَّم لغيره طعاماً ذُبح على الأنصاب : فقد أخرج البخاري عن سالم أنه سمع عبد الله يحدِّث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بَلْدَح ، وذاك قبل أن يُنَزَّل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم الوحي ، فقدَّم إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم سُفرة فيها لحم ، فأبى أن يأكل منها ، وقال : إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ، ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه (١).
ومنها : ما دلَّ على أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هَمَّ بالصلاة جُنُباً : فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة ، أنه قال : أُقيمت الصلاة وعُدّلت الصفوف قياماً ، فخرج إلينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما قام في مصلاه ذكر أنه جُنُب ، فقال لنا : مكانَكم. ثمّ رجع فاغتسل ، ثمّ خرج إلينا ورأسه يقطر ، فكبَّر فصلّينا معه (٢).
وأخرج أبو داود والبيهقي في سننهما ، وابن حبان في صحيحه ، وأحمد في مسنده وغيرهم عن أبي بكرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم دخل في صلاة الفجر ، فأومأ بيده أنْ مكانَكم. ثمّ جاء ورأسه يقطر ، فصلّى بهم (٣).
__________________
(١) صحيح البخاري ٧ / ١١٨ ، ط محققة ٤ / ١٧٧٠. مسند أحمد ٢ / ٦٨ ، ٨٩ ، ١٢٧. السنن الكبرى للبيهقي ٩ / ٢٤٩. السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٥٥. المعجم الكبير للطبراني ١٢ / ٢٩٨. الطبقات الكبرى لابن سعد ٣ / ٣٨٠.
(٢) صحيح البخاري ١ / ٧٤ ، ١٥٥ ، ط محققة ١ / ١٠٧ ، ٢٠٥. صحيح مسلم ١ / ٤٢٢ ـ ٤٢٣. صحيح ابن خزيمة ٣ / ٦٢. صحيح ابن حبان ٦ / ٧. سنن أبي داود ١ / ٦١. صحيح سنن أبي داود ١ / ٤٦. سنن النسائي ٢ / ٨١ ، ٨٩ ، ط محققة ٢ / ٤١٦ ، ٤٢٣. صحيح سنن النسائي ١ / ١٧١ ، ١٧٥. السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٣٩٨. مسند أحمد ٢ / ٥١٨. مسند أبي عوانة ١ / ٣٧٠ ، ٣٧١.
(٣) سنن أبي داود ١ / ٦٠. صحيح سنن أبي داود ١ / ٤٥. صحيح ابن حبان ٦ / ٥. مسند أحمد ٥ / ٤٥. السنن الصغرى للبيهقي ١ / ١٧٨. السنن الكبرى له ٢ / ٣٩٧.