الله؟ فقال : مه يا عائشة) البرهان في تفسير القرآن ٤ / ٢٢٥.
وأقول : هذه الرواية ضعيفة السند جداً ، فإنها مشتملة على مجموعة من المجاهيل : منهم أبو محمد الفحام ، وعمّه (وهو عمر بن يحيى) ، وإسحاق بن عبدوس ، ومحمد بن بهار بن عمار.
وأما متن الحديث فلا دلالة فيه على ما ساقه الكاتب لأجله ، وأمير المؤمنين عليهالسلام لم يسئ الأدب في حضرة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولم يفعل ما يشينه أو يشين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وجلوسه بين النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين عائشة لا يدلّ بأية دلالة على ضيق المكان بينهما وملامسة جسمه لجسم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو لجسم عائشة ، وكلام عائشة لا قيمة له ، لأنه ناشئ من غيرتها من أمير المؤمنين عليهالسلام ، ومن ضيقها من جلوسه بينها وبين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لا أكثر من ذلك ولا أقل.
ومن الطريف أن الكاتب الذي ساق هذا الحديث للتدليل على أن الشيعة يطعنون في رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قد ذكر صدر الحديث ، وبتر ذيله ولم يكمله ، لأنه قد ساءه ما جاء في ذيله من مدح أمير المؤمنين عليهالسلام وذم عائشة ، وهو قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : مه يا عائشة ، لا تؤذيني في علي ، فإنه أخي في الدنيا ، وأخي في الآخرة ، وهو أمير المؤمنين ، يجلسه الله يوم القيامة على الصراط ، فيدخل أولياءه الجنة ، وأعداءه النار.
فلا ندري بعد هذا كيف استفاد الكاتب اشتمال هذا الحديث على الطعن في رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟!
* * *
قال الكاتب : وجاء مرة أخرى فلم يجد مكاناً ، فأشار إليه رسول الله : هاهنا ـ يعني خلفه ـ وعائشة قائمة خلفه وعليها كساء : فجاء علي رضي الله عنه فقعد بين رسول الله وبين عائشة ، فقالت وهي غاضبة : (ما وجدتَ لاسْتِكَ ـ دُبُرَكَ أو مُؤَخِّرَتِكَ ـ مَوْضعاً غير حجري؟ فغضبَ رسولُ الله ، وقال : يَا حُميراء ، لا تؤذيني في أخي) كتاب