ينبغي له ، لكان اللازم عليه أن ينظر في أسانيد هذه الأخبار ، فيأخذ الصحيح منها ، ويطرح الضعيف ، ومع صحّتها يلزمه أن يُعمِل المرجحات السندية والدلالية لترجيح بعضها على بعض ، لا أن يختار بعضها ويتغافل عن بعضها الآخر لغاية في نفسه ، من غير أن يلتزم في الاختيار بالمنهج العلمي المعروف عند العلماء.
* * *
قال الكاتب : ولنأخذ نماذج من هؤلاء المتسترين بالتشيع :
هشام بن الحكم ، وهشام هذا حديثه في الصحاح الثمانية [!!] وغيرها.
وأقول : لا ريب في أن زعم الكاتب أن الشيعة عندهم صحاح ثمانية غريب جداً ، لأن هذا القول لم يقله أحد قبله.
والعجيب أن بعض أهل السنة قد جعل من جملة الطعون على الشيعة أنهم لا صحاح عندهم ، بينما نرى الكاتب يثبت للشيعة ثمانية صحاح؟!
ثمّ إنّا لا ندري ما ذا يريد بهذه الصحاح الثمانية؟
هل يريد بها الكتب الأربعة (الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه) ، مع كتاب الوسائل والوافي وبحار الأنوار ، بضميمة كتاب جامع أحاديث الشيعة؟ أو يريد غيرها؟
وغير خفي أن كل مؤالف ومخالف يعرف أن الشيعة لم يجمعوا أحاديثهم الصِّحاح في كتاب متفق عليه عندهم كما هو الحال عند أهل السنة الذين اتفقوا على صحة أحاديث البخاري ومسلم.
فلا ندري من أين جاءت لهم هذه الصحاح الثمانية التي زعمها الكاتب؟!
* * *