وأما الربع الباقي فهم الذين لا يفقهون ولا يميِّزون ، فهؤلاء الذين ينعقون مع كل ناعق.
وهذا الربع موجود في الناس في جميع الأعصار ، ولو كان الناس كلهم شيعة لكانوا من جملتهم ، وأما مع اختلاف المذاهب فسيكون هذا الربع الأحمق موزَّعاً في الطوائف ، وسيكون أكثره في غير الشيعة بحمد الله وفضله ، لقلة الشيعة وكثرة غيرهم.
* * *
قال الكاتب : وقال الصادق رضي الله عنه : (أما والله لو أجدُ منكم ثلاثة مؤمنين يكتُمون حديثي ما استحللتُ أن أكتمهم حديثاً) أصول الكافي ١ / ٤٩٦.
وأقول : أخبر الإمام عليهالسلام في هذه الرواية أنه لو وجد من المخاطبين ثلاثة مؤمنين يكتمون ما يخبرهم به عليهالسلام لما استحَلَّ أن يكتمهم شيئاً ، ولأخبرهم بالأسرار الإلهية والمعارف النبوية التي لا يطلع عليها غيرهم.
وغير خفي أن الإمام عليهالسلام كان يخاطب أفراداً مخصوصين ، ولم يكن عليهالسلام يريد بكلامه هذا كل الشيعة ، بقرينة أن راوي الحديث ـ وهو ابن رئاب ـ قال : (سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول لأبي بصير ...) ، ولو كان الإمام عليهالسلام يريد بكلامه كل الشيعة لقال الراوي : قال لنا أبو عبد الله عليهالسلام كذا وكذا.
ولو سلَّمنا أن الإمام عليهالسلام كان يريد الشيعة قاطبة ، فإن أقصى ما يدل عليه الحديث هو أن الإمام عليهالسلام لم يجد من الشيعة ثلاثة يكتمون حديثه ، ولو لا ذلك لما استحل أن يكتمهم بعض علومه.
ولا دلالة في ذلك على عدم إيمان الشيعة ، أو على انحرافهم عن خط أهل البيت عليهمالسلام كما هو واضح جلي ، بل أقصى ما فيه هو ذمّهم بأنهم كانوا لا يكتمون أحاديث الأئمة عليهمالسلام ، وكانوا يفشونها للمخالفين لا غير ، وهو ذم لا يعتبره أهل السنة