أين أنا؟ فقلت : بحيال الميزاب. قال : فرفع يده ، فقال : ورب هذا البيت ، أو رب هذه الكعبة ، لسمعت جعفراً يقول : إن عليّا عليهالسلام قضى في الرجل تزوَّج امرأة لها زوج ، فرجم المرأة ، وضرب الرجل الحد ، ثمّ قال : لو علمت أنك علمت لفضخت رأسك بالحجارة. ثمّ قال : ما أخوفني ألا يكون أوتي علمه. التهذيب : الجزء ١٠ ، باب حدود الزنا ، الحديث ٧٦.
أقول ـ والقائل الخوئي ـ : هاتان الروايتان لا بد من رد علمهما إلى أهله ، فإن الرجل إذا لم يثبت أنه كان عالماً بأن المرأة لها زوج ، فما هو الوجه في ضربه الحد؟ ومجرد احتمال أنه كان عالماً لا يجوِّز إجراء الحد عليه ، هذا من جهة نفس الرواية ، وأما من جهة دلالتهما على ذم أبي بصير فغاية الأمر أنهما تدلان على أنه كان قاصراً في معرفته بعلم الإمام عليهالسلام في ذلك الزمان لشبهة حصلت له ، وهي تخيله أن حكمه عليهالسلام كان مخالفاً لما وصل إليه من آبائه عليهمالسلام ، وهذا ـ مع أنه لا دليل على بقائه واستمراره ـ لا يضر بوثاقته ، مضافاً إلى أن الظاهر أن المراد بأبي بصير في الرواية يحيى بن القاسم دون ليث المرادي ، فإنك ستعرف أنه لم يثبت كون ليث من أصحاب الكاظم عليهالسلام ، والله العالم (١).
وما قاله السيّد قدّس الله نفسه متين ، وقد بلغ به الغاية.
* * *
قال الكاتب : ومرة تذاكر ابن أبي اليعفور [كذا] وأبو بصير في أمر الدنيا ، فقال أبو بصير : أما إن صاحبكم لو ظفر بها لاستأثر بها ، فأغفى ـ أبو بصير ـ فجاء كلب يريد أن يشغر (٢) عليه ، فقام حماد بن عثمان ليطرده فقال له ابن أبي يعفور : دعه ، فجاءه حتى شغر في أذنيه. ص ١٥٤ رجال الكشي.
__________________
(١) معجم رجال الحديث ١٤ / ١٤٩.
(٢) رفع رجله ليبول (حاشية من الكاتب).