القدرة الإلهية لمنع ولادة ذلك المولود ، أو أراد صلىاللهعليهوآلهوسلم بيان عظم ألَمِه بما سيجري على الحسين عليهالسلام ، أو أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أراد إيضاح أن مولوداً يقتله الناس لا حاجة له فيه ، فلما أُخبر بأن الأئمة عليهمالسلام سيكونون من ذرّيته رضي ، وعلم أنه مولود مبارك.
قال المجلسي قدسسره : والظاهر أن الإرسال والتبشير من الله والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كانا على وجه التخيير لا الحتم ، حتى يكون ردّهما ردّاً على الله (١).
وكل ما قلناه في قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يأتي بعينه في قول الزهراء عليهاالسلام حرفاً بحرف.
وجواب سؤاله الثاني هو أن سيّدة النساء سلام الله عليها حملت بالحسين عليهالسلام ووضعته وهي كارهة ما سيجري عليه من القتل ، لا أنها كانت كارهة له سلام الله عليه ، فبين الأمرين فرق واضح.
ولعل المراد بأن فاطمة سلام الله عليها حملت بالحسين عليهالسلام كرهاً ووضعته كرهاً هو عين ما يصيب النساء من مشقة الحمل والوضع.
قال ابن كثير في تفسيره : (حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا) أي قاست بسببه في حال حمله مشقة وتعباً من وحم وغثيان وثقل وكرب إلى غير ذلك مما تنال الحوامل من التعب والمشقة ، (وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا) أي بمشقة أيضاً من الطلق وشدَّته (٢).
وأما السبب الذي من أجله لم ترضع فاطمة الزهراء سلام الله عليها ولدها الحسين عليهالسلام فهو أمر لم نحط به ولا نعرفه ، ولعل هناك حكمة اقتضت ذلك نحن لا نعلم بها ، فليس كل خبر وصل إلينا.
ولعل الحكمة في ذلك هو أن الله سبحانه أراد أن ينبت لحم الحسين عليهالسلام ويشتد عظمه من بركة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
هذا مع أن أهل السنة رووا أن التي أرضعت الحسن أو الحسين عليهماالسلام هي أم
__________________
(١) مرآة العقول ٥ / ٣٦٤.
(٢) تفسير القرآن العظيم ٤ / ١٥٧.