وأما قول الإمام عليهالسلام : (وكل ما في أيدي شيعتنا من الأرض فهم فيه محلَّلون حتى يقوم قائمنا) ، فهو مخصوص بالأراضي فقط دون غيرها من الأموال ، فأجاز عليهالسلام لهم التصرُّف فيها ، وأخذ حاصلها وخراجها ، لكنه عليهالسلام لم يُسقط عنهم خمس حاصلها وخمس أموالهم الأخرى كما هو واضح.
* * *
قال الكاتب : ٤ ـ عن محمد بن مسلم عن أحدهما رضي الله عنه : قال : إن أشد ما فيه الناس يوم القيامة أن يقوم صاحب الخمس فيقول : يا رب خمسي ، وقد طيبنا ذلك لشيعتنا لتطيب ولاداتهم ولتزكو ولاداتهم. أصول الكافي ٢ / ٥٥٢.
وأقول : هذه الرواية ضعيفة السند ، فإن من جملة رواتها محمد بن سنان ، وقد مرَّ بيان ضعفه.
ومن جملة الرواة صباح الأزرق ، وهو مجهول الحال ، لم يوثَّق في كتب الرجال.
وقد مرَّ بيان معنى تطييب الخمس للشيعة لتطيب ولاداتهم وتزكو ، وأوضحنا أنه ليس المراد بذلك إسقاط الخمس عنهم بالكلية ، فراجع ما قلناه.
* * *
قال الكاتب : ٥ ـ عن أبي عبد الله رضي الله عنه قال : (إن الناس كلهم يعيشون في فضل مظلتنا (١) إلا أَنَّا أحللنا شيعتنا من ذلك) من لا يحضره الفقيه ٢ / ٢٤٣.
وأقول : هذه الرواية رواها الصدوق في كتابه (من لا يحضره الفقيه) بسنده إلى داود بن كثير الرقي ، وطريق الصدوق إليه ضعيف.
قال الأردبيلي في جامع الرواة في بيان طرق كتاب الفقيه : وإلى داود الرقي : فيه
__________________
(١) كذا في نسخة الكتاب ، والصحيح كما في المصدر : مظلمتنا.