هذه المدة.
والعجيب زعمه أن عبد الله بن سبأ هو أول من قال : (إن علي بن أبي طالب عليهالسلام وَصِيّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، مع أن القائلين بها من الصحابة كثير.
فمن هؤلاء الفضل بن العباس ، ومن شعره :
ألا إنَّ خيرَ الناسِ بعدَ محمدٍ |
|
وصيُّ النبيِّ المصطفى عندَ ذي الذّكْرِ |
وأولُ مَن صلَّى وصنوُ نبيِّه |
|
وأولُ من أردى الغواةَ لدى بدْرِ (١). |
وقال عبد الرحمن بن جعيل :
لعمري لقد بايعتمُ ذا حفيظةٍ |
|
على الدينِ معروفَ العفافِ موفّقا |
وصيَّ النبيِّ المصطفى وابنَ عمِّه |
|
وأولَ مَن صلّى أخا الدينِ والتُّقى |
وقال عبد الله بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب :
ومنّا عليٌّ ذاك صاحبُ خيبرٍ |
|
وصاحبُ بدرٍ يومَ سالتْ كتائبُه |
وصيُّ النبيِّ المصطفى وابنُ عمه |
|
فمَن ذا يُدانيه ومَن ذا يقاربُه. |
__________________
تسأله ميراثها من رسول الله صلىاللهعليهوسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك ، وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبو بكر : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : (لا نورث ما تركنا صدقة ، إنما يأكل آل محمد صلىاللهعليهوسلم في هذا المال) ، وإني والله لا أغيِّر شيئاً من صدقة رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولأعملنَّ فيها بما عمل به رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة شيئاً ، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك ، قال : فهجرَتْه فلم تكلِّمْه حتى توفيتْ ، وعاشت بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلاً ، ولم يؤذن بها أبا بكر ، وصلَّى عليها عليٌّ ، وكان لعلي من الناس وجهةٌ حياةَ فاطمة ، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس ، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ، ولم يكن بايع تلك الأشهر ، فأرسل إلى أبي بكر : (أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك) كراهية محضر عمر بن الخطاب ... الحديث.
(١) تاريخ الطبري ٢ / ٦٩٦.