القرآن الكريم ، وقالوا إنه خان الأمانة إذ يفترض أن ينزل على عليّ رضي الله عنه ، ولكنه حاد عنه فنزل إلى محمد صلىاللهعليهوسلم [كذا] فخان بذلك الأمانة (١).
ولهذا كرهوا جبريل ، وهذه هي صفة بني إسرائيل في كراهتهم له ، ولهذا رد الله عليهم بقوله الكريم : (قل مَن كان عدواً لجبريلَ فإنه نَزَّلَهُ على قَلبكَ بإذن الله مُصَدّقاً لِمَا بين يَدَيْه وهُدًى وبُشْرَى للمؤمنين ، قل مَن كان عَدُوّاً لله وملائكته ورُسُلِهِ وجبريلَ وميكالَ فإن اللهَ عَدوٌّ للكافرين) (البقرة / ٩٧ ـ ٩٨) ، فوصف من عادى جبريل بالكفر ، وأخبر أن مَن عاداه فإنه عدو لله تعالى.
وأقول : لا ينقضي عجبي من هذا الكاتب الذي يدَّعي أنه اقتنع ببطلان المذهب الشيعي بعد البحث والدراسة ، والذي يجعل من ضمن أدلّته هذه الافتراءات الواضحة والأكاذيب الفاضحة التي دأب أعداء الشيعة منذ القدم على ترديدها من غير حجة صحيحة ولا بيِّنة معتمدة ، ومن دون أن يذكر على هذه الفرية مصدراً واحداً يُرْجَع إليه ، أو مرجعاً معروفاً يُعتمَد عليه ، وهذا خلاف ما يقتضيه البحث العلمي والإنصاف الذي يدَّعيه الكاتب ، مع أنه لم يعرفهما في كل ما دوَّنه في كتابه هذا.
كما لا ينقضي العجب من هؤلاء القوم الذين بلغ بهم قلة الحياء وتعمد الافتراء إلى هذا الحد ، مع أن كتب الشيعة مملوءة بمدح جبرئيل عليهالسلام والثناء عليه ، وذكر اسمه المبارك مقروناً بالإجلال والتعظيم ، ومع فقدان النصوص التي يتمسَّكون بها لتأييد فريتهم وإثبات كذبهم.
فإذا كان حالهم هكذا في هذه المسألة الواضحة ، فما بالك بغيرها مما لم يبلغ في الوضوح والجلاء هذه الدرجة!!
__________________
(١) القول بخيانة جبريل عليهالسلام من عقائد الغرابية والكيسانية ، وهما من فرق الشيعة. (حاشية من الكاتب).