* * *
قال الكاتب : في زيارتي للهند التقيت السيد دلدار علي فأهداني نسخة من كتابه (أساس الأصول) جاء في ص ٥١ : (إن الأحاديث المأثورة عن الأئمة مختلفة جداً لا يكاد يُوجَد حديث إلا وفي مقابله ما ينافيه ، ولا يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده) وهذا الذي دفع الجم الغفير إلى ترك مذهب الشيعة.
وأقول : هذه الحكاية هي القشَّة التي قصمتْ ظهر البعير ، فإنها كذبة صلعاء لا يمكن توجيهها بوجه ، وذلك لأن الكاتب لا يمكن أن يدرك السيد دلدار علي الذي مضى على وفاته عند كتابة الكاتب لكتابه (لله ثمّ للتاريخ) مائة وخمس وثمانون سنة.
قال البحاثة المتتبع آغا بزر الطهراني في كتابه (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) :
أساس الأصول : في الرد على الفوائد المدنية الاسترآبادية ، للعلامة السيد دلدار علي بن محمد معين النقوي النصيرآبادي اللكهنوي ، المجاز من آية الله بحر العلوم ، والمتوفى سنة ١٢٣٥ ... (١).
وعليه فلو فرضنا أن الكاتب رأى السيد دلدار في سنة وفاته ، وكان الكاتب في أول بلوغه ، أي أن عمره كان خمس عشرة سنة ، فإن عُمْر المؤلف حين كتب كتابه (لله ثمّ للتاريخ) سيكون مائتي (٢٠٠) سنة.
مع أن الكاتب قد صرَّح فيما تقدَّم أن الشاعر أحمد الصافي النجفي يكبره بحوالي ثلاثين سنة ، والصافي النجفي من مواليد سنة ١٣١٤ ه ـ ، وعليه فيكون الكاتب من مواليد ١٣٤٤ ه ـ ، فيكون عمره في سنة ١٤٢٠ ه ـ هو ٧٦ سنة ، فما أبعد التفاوت في كلامه الدال على عدم وثاقته ، ولهذا حقَّ لنا إسقاط كل حكاياته التي ذكرها في كتابه ، وادَّعى فيها المشاهدة.
وأما قوله : (وهذا الذي دفع الجم الغفير إلى ترك مذهب الشيعة) ، فيردُّه أنّا لم
__________________
(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢ / ٤.