بيوت السوء ، لا أنجب النجباء مطلقاً ، والنجباء من بيوت السوء قلائل جداً ، فيكون هو أنجبهم ، وهذا ليس مدحاً في واقعه كما هو واضح.
* * *
قال الكاتب : وأما عمر فقال السيد نعمة الله الجزائري :
(إن عمر بن الخطاب كان مُصاباً بداء في دُبُرِهِ لا يهدأُ إلا بماءِ الرجال) الأنوار النعمانية ١ / ٦٣.
وأقول : لم يقل السيّد نعمة الله الجزائري رحمهالله ذلك ، وإنما نقل ما قاله علماء أهل السنة في كتبهم ، فقال :
وأما أفعاله ـ يعني عمر ـ الجميلة فلقد نقل منها مُحبّوه ومتابعوه ما لم ينقله أعداؤه ، منها ما نقله صاحب كتاب الاستيعاب ...
إلى أن قال : ومنها : ما قاله المحقق جلال الدين السيوطي في حواشي القاموس عند تصحيح لغة الأُبْنَة ، وقال هناك : (وكانت في جماعة في الجاهلية ، أحدهم سيّدنا عمر). وأقبح منه ما قاله الفاضل ابن الأثير ، وهما من أجلاء علمائهم ، قال : (زعمت الروافض أن سيِّدنا عمر كان مخنَّثاً. كذبوا ، ولكن كان به داء دواؤه ماء الرجال). وغير ذلك مما يُستقبح منا نقله ، وقد قصَّروا في إضاعة مثل هذا السر المكنون المخزون ، ولم أرَ في كتب الرافضة مثل هذا ... وقد نَقَلتْ أهل السنة هاهنا عن إمامهم ما هو أقبح من هذا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (١).
قلت : ومما نقلناه يتَّضح للقارئ العزيز أن السيّد الجزائري رحمهالله إنما نقل هذه الأمور عن كتب أهل السُّنة لا عن كتب الشيعة ، بل إنه قد صرَّح كما رأينا بخلو كتب الشيعة عن أمثال هذه المثالب ، ووَصَفَ ذِكر أمثال هذه الأمور بأنها قبائح ، وحوقل في
__________________
(١) الأنوار النعمانية ١ / ٦٣.