* * *
قال الكاتب : وفوق ذلك إن شجرة الأنساب تُبَاعُ وتشْتَرَى في الحوزة ، فَمَن أراد الحصول على شرف النسبة لأهل البيت فما عليه إلا أن يأتي بأخته أو امرأته إذا كانت جميلة إلى أحد السادة ليتمتع بها ، أو أن يأتيه بمبلغ من المال ، وسيحصل بإحدى الطريقتين على شرف النسبة. وهذا أمر معروف في الحوزة.
وأقول : إن أنساب كثير من السّادة محفوظة ومعروفة ولا سيّما في العراق التي لا تزال فيها العشائر العراقية محافظة على أنسابها وأصولها العربية حتى لو لم تكن منتسبة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهذا أمر معروف في العراق لا يخفى على أحد.
والسيادة إنما تثبت بالعلم ، أو بالبيّنة ، أو بالشهرة بين الناس.
وبهذا أيضاً تثبت سائر الأنساب ، وأما الشجرة المزعومة التي يكتبها زيد أو عمرو فلم يقل أحد باعتبارها.
وليس من السهل في الأوساط الشيعية أن يدّعي السيادة من هو غير معروف بها ، وذلك لأن الأسر المنتسبة للذرية الطاهرة معروفة ومحفوظة بحمد الله وفضله.
وأما المهزلة التي ذكرها الكاتب من أن من أراد شجرة نسب فإنه يأتي بأخته أو امرأته إلى أحد السادة ليتمتع بها ، أو أن يأتيه بمبلغ من المال ... فهذا كلام لا يخفى ما فيه من الكذب ، ولا يقوله من يخاف الله سبحانه ، والكاتب نفسه يعرف أنه باطل مكذوب ، فإن عقول الناس ليست بهذه السذاجة ، وبذل الأعراض ليست بهذه السهولة التي صوَّرها الكاتب ، ولكن :
لي حيلةٌ في مَنْ يَنُمُ |
|
وليسَ في الكذَّابِ حيلهْ |
مَنْ كانَ يخلقُ مَا يَقُو |
|
لُ فحيلتي فيه قليلهْ. |
ولا ندري لِمَ قطع الكاتب بأنه سيِّد وأنه منتسب لأهل البيت عليهمالسلام ، وشك في