وسيأتي مزيد بيان في ذلك إن شاء الله تعالى.
* * *
قال الكاتب : اقرأ معي هذه الرواية :
عن أبي عبد الله رضي الله عنه : (كان رسول الله صلىاللهعليهوآله لا ينام حتى يُقَبِّلَ عرض وجه فاطمة) بحار الأنوار ٤٣ / ٤٤.
(وكان يَضعُ وجهَه بين ثَدْيَيْها) بحار الأنوار ٤٣ / ٧٨.
وأقول : الروايات المشار إليها روايات ضعيفة مرسلة ، ذكرها المجلسي في البحار من غير أسانيد.
ولو سلَّمنا بصحَّتها فهي لا تنافي الآداب ، فإن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إنما كان يقبّلها تقبيل أبوَّة ومحبَّة وإجلال ، وليس تقبيل شهوة ولذة ، وهذا لا محذور فيه.
وأما المراد بوضع الوجه بين الثديين فهو وضعه على الصدر فوق الثديين وأسفل العنق ، لا على نفس الثديين.
هذا مع أن أكثر علماء أهل السنة يجوِّزون تقبيل الولد والبنت في أي موضع منهما ما عدا العورة.
قال ابن حجر : قال ابن بطال : يجوز تقبيل الولد الصغير في كل عضو منه ، وكذا الكبير عند أكثر العلماء ما لم يكن عورة ، وتقدم في مناقب فاطمة عليهاالسلام أنه صلىاللهعليهوسلم كان يقبِّلها ، وكذا كان أبو بكر يقبِّل ابنته عائشة (١).
* * *
قال الكاتب : إن فاطمة سلام الله عليها امرأة بالغة فهل يعقل أن يضع رسول
__________________
(١) فتح الباري ١٠ / ٣٥٠.