محمد بن مسعود ، قال : سألت علي بن الحسن بن فضال عن أبي بصير ، فقال : وكان اسمه يحيى بن أبي القاسم ، فقال : أبو بصير يكنَّى أبا محمد ، وكان مولى لبني أسد ، وكان مكفوفاً. فسألته : هل يُتَّهم بالغلو ... الخ.
ومن الواضح أن السؤال كان عن أبي بصير يحيى بن القاسم الأسدي المكفوف ، لا عن أبي بصير ليث المرادي الذي عقد له الكاتب هذا الفصل ، إلا أن الكاتب بتر صدر الرواية ليوهم القارئ أن أبا بصير المذموم في الرواية هو ليث المرادي ، مع أنه يحيى بن القاسم أو ابن أبي القاسم.
ولعل مدَّعي الاجتهاد والفقاهة لم يميِّز بينهما ، فظن أن أبا بصير واحد لا متعدِّد ، مع أن من يدَّعي الاجتهاد ينبغي أن يميِّز بين هذين الرجلين فلا يخلط بينهما.
هذا مع أن كلام ابن فضال في أبي بصير هذا (يحيى بن القاسم) معارض بما قاله النجاشي فيه ، حيث قال : يحيى بن القاسم أبو بصير الأسدي ، وقيل أبو محمد ، ثقة وجيه ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله ، وقيل : يحيى بن أبي القاسم ، واسم أبي القاسم إسحاق ... ومات أبو بصير سنة خمسين ومائة (١).
ومعارض بما رواه الكشي نفسه في صحيحة شعيب العقرقوفي ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : ربما احتجنا أن نسأل عن الشيء ، فمِمّن نسأل؟ قال : عليك بالأسدي. يعني أبا بصير (٢).
ومعارض بما صرَّح به الكشي نفسه من أن أبا بصير الأسدي من أصحاب الإجماع الذين أجمعت الطائفة على العمل برواياتهم.
قال الكشي : أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر عليهالسلام وأبي عبد الله عليهالسلام ، وانقادوا لهم بالفقه ، فقالوا : أفقه الأولين ستة : زرارة ،
__________________
(١) رجال النجاشي ٢ / ٤١١.
(٢) اختيار معرفة الرجال ١ / ٤٠٠.