بخلاف الذين تشيعوا من أهل السنة ، فإنهم رجال معروفون بأسمائهم وببلدانهم ، وقد صدرت من أقلامهم الكثير من الكتب المطبوعة التي تداولها الناس واطلع عليها المؤالف والمخالف.
* * *
قال الكاتب : وإني لأعلم أن كتابي هذا سيلقى الرفض والتكذيب والاتهامات الباطلة ، وهذا لا يضرني فإني قد وضعت هذا كله في حسابي ، وسيتهمونني بالعمالة لإسرائيل ، أو أمريكا ، أو يتهمونني بأني بعت ديني وضميري بِعَرَضٍ من الدنيا ، وهذا ليس ببعيد ولا بغريب فقد اتهموا صديقنا العلامة السيد موسى الموسوي بمثل هذا ، حتى قال السيد [كذا] علي الغروي : إن ملك السعودية فهد بن عبد العزيز قد أغرى الدكتور الموسوي بامرأة جميلة من آل سعود ، وبتحسين وَضْعِهِ المادي ، فوضع له مبلغاً محترماً في أحد البنوك الأمريكية لقاء انخراطه في مذهب الوهابيين!!
وأقول : من الطبيعي أن يلقى كتاب (لله ثمّ للتاريخ) الرفض والإنكار الشديدين ، لأنّا نظرنا في محتوياته فوجدناه مملوءاً بالأكاذيب الشنيعة والاتهامات القبيحة التي سنكشفها للقارئ العزيز في المباحث الآتية إن شاء الله تعالى.
وأما الاتّهام فليس دأبنا كما سيتضح جليًّا في كل ردودنا على مضامين هذا الكتاب.
وأما العمالة لإسرائيل أو غيرها فنحن لا ندين الله بشيء لا نعرفه ، والله أعلم بحقائق الأمور ، وهو سبحانه الذي يتولى السرائر.
وأما ما نقله عن الميرزا علي الغروي قدَّس الله نفسه فهو كذب محض ، لأنه كلام لا يصدر من مثله قطعاً ، ونحن قد تشرَّفنا مدة بالحضور في المجالس الخاصة للميرزا الغروي فلم نسمعه ينطق بهذا أو أمثاله قط ، ولم ينقل شخص معروف عنه مثل هذه المقولة ، بل هي مقولة غير معقولة في حد ذاتها.