وأقول : إن كلاماً لا يستند إلى أي دليل صحيح لا قيمة له ، ويقين الكاتب بشيء لا يكون له وزن علمي يعتد به ، وذلك لأنا بالمقابل على يقين من أنه لا يوجد ولا واحد من علماء الشيعة يشك في صحة مذهبه ويتردَّد في بطلان مذاهب أهل السنة ، بل نحن على يقين من أن أكثر علماء أهل السنة يشكّون في صحة مذاهبهم ، لما يرون فيه من التناقضات والأباطيل الواضحة ، ولكن يمنعهم من الجهر بشكّهم وبطلان مذاهبهم خشيتهم من العامَّة ، أو حذرهم من سلاطين الجور ، أو خوفهم على وظائفهم التي يتعيشون بها.
وأما دعاء المؤلف بأن يجعل الله كتابه حافزاً (للسادة) لمراجعة النفس وترك سبيل الباطل وسلوك سبيل الحق ، فهو دعاء لا يستجاب ، لأن هذا الكتاب ـ كما سيتضح للقارئ ـ مشتمل على الأكاذيب من غلافه إلى آخره ، فكيف يمكن أن يكون سبيلاً لسلوك الحق وهو بهذه الحال؟؟
* * *
قال الكاتب : وهناك بعض السادة ممن تربطني بهم علاقات استجابوا لدعوتي لهم والحمد لله ، فقد اطلعوا على هذه الحقائق التي توصلتُ إليها ، وبدءوا هم أيضاً بدعوة الآخرين ، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياهم لتبصير الناس بالحقيقة ، وتحذيرهم من مَغَبَّةِ الانجراف في الباطل ، إِنه أكرم مسئول.
وأقول : إن الحق أحق أن يُتَّبع ، واستجابة جاهل لمثله لا يقلب الحق باطلاً ، ولا يصيِّر الباطل حقًّا ، فإنه لا يُعرف الحق بالرجال ، وإنما يُعرف الرجال بالحق.
هذا مع أن الكاتب قد زعم ـ وهو غير ثقة في نقله كما سيتضح ـ أن بعض السادة رأى رأيه واقتنع بفكرته ببطلان مذهب الشيعة ، وهذه مجرد دعوى لم يظهر لها أي أثر ، فلم يظهر ذلك من شخص معروف من علماء الشيعة أو فضلائهم ، ولم يظهر من أحد منهم أنه أبْدَى قناعاته ببطلان مذهب الشيعة.