ثمّ لما ذا غيَّر الكاتب صيغة السؤال؟ فلمَ لا يُسأل الشيعة : (من خير أهل ملّتكم؟) ، كما سُئل اليهود والنصارى؟
ولا ريب في أن الشيعة لو سُئِلوا هذا السؤال فإنهم سيجيبون بأن خير أهل الملة أهل بيت نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وهذا الجواب لا يستلزم أي إشكال على الشيعة ، وإنما يلزم منه ثبوت القدح في أهل السنة الذين سفكوا دماءهم ، وأزاحوهم عن مناصبهم ، وجحدوا مآثرهم ، وأنكروا فضائلهم ، والكاتب إنما أراد بافتراض هذه الأسئلة مجرد الطعن في الشيعة لا غير ، فلا بد له من تغيير صيغة السؤال ليتم له مطلوبه.
* * *
قال الكاتب : إن أصحاب محمد هم أكثر الناس تعرضاً لسب الشيعة ولعنهم وطعنهم وبالذات أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة زوجتا النبي صلوات الله عليه ، ولهذا ورد في دعاء صنمي قريش : (اللهم العن صنمي قريش ـ أبو بكر وعمر ـ وجِبْتَيْهِما وطاغوتيهما [كذا] ، وابنتيهما ـ عائشة وحفصة ... الخ) وهذا دعاء منصوص عليه في الكتب المعتبرة ، وكان الإمام الخميني يقوله بعد صلاة صبح كل يوم.
وأقول : إن الشيعة لا يقولون بعدالة كل أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنما يقولون بعدالة من ثبتت عدالته عندهم كائناً من كان ، ومن يراهم أهل السُّنة أجلاء ويعتبرونهم من كبار الصحابة قد لا يراهم الشيعة كذلك ، لأن هذه المسألة من مسائل الاجتهاد التي اجتهد فيها الصحابة وغيرهم ، ولهذا كفَّر مشهور أهل السنة صحابياً جليلاً يراه الشيعة من أعاظم أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأجلَّائهم ، واتفق الكل على أنه لم يألُ جهداً في بذل النصرة لرسول الله والدفاع عنه ، وفي الذب عن الإسلام في مهده ، وهو أبو طالب عليهالسلام ، ومع ذلك لم يرَ أهل السنة في الحكم بتكفيره أية غضاضة