ومنها : ما دلَّ على أن النبي أظهر عورته أمام الناس : فقد أخرج البخاري ومسلم ـ واللفظ له ـ وغيرهما عن جابر بن عبد الله : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره ، فقال له العباس عمُّه : يا ابن أخي ، لو حللتَ إزارك فجعلته على منكبك دون الحجارة. قال : فحلَّه فجعله على منكبه ، فسقط مغشياً عليه ، قال : فما رؤي بعد ذلك اليوم عرياناً (١).
وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما ، وأحمد وابن حبان وأبو عوانة وغيرهم بأسانيدهم عن جابر بن عبد الله أنه قال : لما بُنِيت الكعبة ذهب النبي صلىاللهعليهوسلم وعباس ينقلان حجارة ، فقال عباس للنبي صلىاللهعليهوسلم : اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة. ففعل ، فخَرَّ إلى الأرض ، وطمحتْ عيناه إلى السماء ، ثمّ قام فقال : إزاري إزاري. فشدَّ عليه إزاره (٢).
ومنها : ما دلَّ على أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يسمع الغناء : فقد أخرج البخاري ومسلم عن عائشة : أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان في أيام منى ، تدفِّفان وتضربان والنبي صلىاللهعليهوسلم مُتَغَشٍّ بثوبه ، فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلىاللهعليهوسلم عن وجهه فقال : دعهما يا أبا بكر ، فإنها أيام عيد. وتلك الأيام أيام منى (٣).
__________________
(١) صحيح البخاري ٥ / ٥١ ، ط محققة ١ / ١٣٦. صحيح مسلم ١ / ٢٦٨. مسند أحمد ٣ / ٣١٠ ، ٣٣٣. مسند أبي عوانة ١ / ٢٣٧. السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ٢٢٧. مسند أبي يعلى ٢ / ٣٤٦. حلية الأولياء ٣ / ٣٤٩. شعب الإيمان ٦ / ١٥١.
(٢) صحيح البخاري ٣ / ١١٧١. صحيح مسلم ١ / ٢٦٨. صحيح ابن حبان ٤ / ٤٨١ ، ٥١ / ٥٢٧. مسند أحمد ٣ / ٢٩٥ ، ٣٨٠. مسند أبي عوانة ١ / ٢٣٧. المصنف لعبد الرزاق ١ / ٢٢٠.
(٣) صحيح البخاري ٢ / ٢٠ ، كتاب العيدين ، باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين ، وراجع أيضاً