قال الكاتب : وزرارة هو الذي قال : (سألت أبا عبد الله عن التشهد ... إلى أن قال : فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت : لا يفلح أبداً) رجال الكشي ص ١٤٢.
وأقول : لقد أوضحنا فيما تقدَّم من هذا الكتاب أن هذه الرواية ضعيفة السند ، وذكرنا وجهها بما لا قدح فيه على زرارة ، وأوضحنا المراد بكلمته تلك ، فراجع.
* * *
قال الكاتب : وقال زرارة أيضاً : (والله لو حَدَّثْتُ بكل ما سمعتهُ من أبي عبد الله لانتَفَخَتْ ذكور الرجال على الخشب. رجال الكشي ص ١٢٣.
وقال في حاشية في هذا الموضع : وهذا اتهام منه لأبي عبد الله ، ومراده أن أبا عبد الله قد حدَّثه بقضايا مخزية تثير شهوة الرجال بحيث لا يمكنهم ضبط النفس عند سماعهم ذلك ، إلا إذا قضى أحدهم شهوته ولو على خشبة.
وأقول : مع الغض عن سند هذا الحديث فإن المراد بقوله : (لانتَفَخَتْ ذكور الرجال على الخشب) هو أن الذكور من الرجال ـ وهم الأشداء منهم ، من باب إضافة الصفة إلى الموصوف ـ ينتفخون على الخشب ، أي أنهم يُصلبون ويُتركون حتى تنتفخ أبدانهم.
وهذا المعنى هو الذي أفاده السيِّد ابن طاوس في الإقبال ، فإنه بعد أن ساق قول الصادق عليهالسلام ليونس بن يعقوب : يا يونس ليلة النصف من شعبان يُغفر لكل من زار الحسين عليهالسلام من المؤمنين ما قدّموا من ذنوبهم ، وقيل لهم : استأنفوا العمل. قال : قلت : هذا كله لمن زار الحسين عليهالسلام في ليلة النصف من شعبان؟ قال : يا يونس لو خبَّرتُ الناس بما فيها لمن زار الحسين عليهالسلام لقامت ذكور رجالٍ على الخشب.
قال قدَّس الله نفسه : أقول : لعل معنى قوله عليهالسلام : (لقامت ذكور رجالٍ على الخشب) ، أي كانوا قد صُلبوا على الأخشاب ، لعظيم ما كانوا ينقلونه ويروونه في