فضل زيارة الحسين عليهالسلام في النصف من شعبان ، من عظيم فضل سلطان الحساب ، وعظيم نعيم دار الثواب ، الذي لا يقوم بتصديقه ضعاف الألباب (١).
واستجوده المجلسي قدسسره في البحار ، حيث قال :
بيان : أقول : على ما أفاده رحمهالله يكون إضافة الذكور إلى الرجال للمبالغة في وصف الرجولية وما يلزمها من الشدّة والإقدام على أمور الخير وعدم التهاون فيها ...
وقيل : المعنى أنهم يركبون على الأخشاب عند عدم المراكب مبالغة في اهتمامهم بذلك. وقيل : إنهم لكثرة استماع ما يعجبهم من وصف المناكح والمشتهيات تقوم ذكورهم على نحو الخشب. أو أنهم لكثرة ما يسمعون من تلك الفضائل يتكلمون عليها ويجترءون بعد الإتيان بها على المعاصي ، فيقوم ذكرهم على كل خشب ، مبالغة في جرأتهم وعدم مبالاتهم. والأوجه ما أفاده السيد رحمهالله (٢).
ومنه يتّضح أن ما ذكره الكاتب في معنى هذه العبارة من حديث زرارة لا معنى له ، وذلك لأنه لا معنى لقضاء الشهوة على الخشب ، بل معنى كلام زرارة هو أنه لو حدَّثتكم بكل ما سمعته من أبي عبد الله عليهالسلام لصُلب بسبب ذلك الأشداء من الرجال ، بسبب إذاعته للمخالفين وعدم الحرص على كتمانه.
* * *
قال الكاتب : عن ابن مسكان قال : سمعت زرارة يقول : (رحم الله أبا جعفر ، وأما جعفر فإن في قلبي عليه لفتة).
فقلت له : وما حمل زرارة على هذا؟ (قال : حمله على هذا أن أبا عبد الله أخرج مخازيه) الكشي ص ١٣١.
__________________
(١) إقبال الأعمال ، ص ٢٢٥ ـ ٢٢٦. والحديث مروي في وسائل الشيعة ١٠ / ٣٦٦.
(٢) بحار الأنوار ١٠١ / ٩٥.