هذه هي الرواية التي احتج بها الكاتب ، وهي ضعيفة جداً اشتملت على مجاهيل وضعفاء ومهملين ، فكيف يصح الاحتجاج بها والتعويل عليها؟!
ومع الإغماض عن سند الرواية فلا بد من حمل القبيلة في الرواية على ما يشمل البطن والفخذ ، كبني هاشم وبني أمية مثلاً ، بل وعلى ما يشمل الفصيلة أيضاً كبني العباس مثلاً ، وذلك بقرينة ذكر ستين قبيلة.
ولا ريب في أن بطون القبائل وأفخاذها وفصائلها كثيرة جداً (١) ، وحينئذ فليس بمستبعد أن يكون ستون من قبائل العرب بالمعنى الذي قلناه ليس لها في الإسلام نصيب ، وذلك لأن المسلمين تفرَّقوا إلى مذاهب كثيرة بعيدة عن روح الإسلام وتعاليمه.
وأما ذكر القبائل العربية بالخصوص فلأن بعضها لها في الإسلام نصيب ، وبعضها ليست كذلك ، وأما غير العرب فلم يكن لأحد منهم في دين الله نصيب.
* * *
قال الكاتب : ٤ ـ صحيفة ذؤابة السيف :
عن أبي بصير عن أبي عبد الله رضي الله عنه أنه كان في ذؤابة سيف رسول الله صلىاللهعليهوآله صحيفة صغيرة فيها الأحرف التي يفتح كل حرف منها ألف حرف. قال أبو بصير : قال أبو عبد الله : فما خرج منها إلا حرفان حتى الساعة. بحار الأنوار ٢٦ / ٥٦.
قلت : وأين الأحرف الأخرى؟ أَلا يُفْتَرَضُ أن تُخْرَجَ حتى يستفيد منها شيعة أهل البيت؟ أم أنها ستبقى مكتومة حتى يقوم القائم؟
وأقول : هذه الرواية ضعيفة السند ، فإن من جملة رواتها علي بن أبي حمزة ، وهو
__________________
(١) راجع كتاب (سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب) للسويدي لتقف على تفاصيل بطون وأفخاذ القبائل العربية الكثيرة جداً.