وأما مسألة تزويج أمير المؤمنين عليهالسلام ابنته أم كلثوم لعمر فقد تكلمنا فيها فيما تقدم فلا حاجة لإعادتها ، وأوضحنا هناك أن أمير المؤمنين عليهالسلام كان مُكرَهاً للأسباب التي ذكرناها ، بغض النظر عن أن عمر كان مصاباً بذلك الداء أو لم يكن مصاباً به ، فإن ذلك لا يغيِّر شيئاً في المسألة.
* * *
قال الكاتب : روى الكليني : (إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا) الروضة ٨ / ١٣٥.
وأقول : هذا الحديث ضعيف السَّند ، فإن من جملة رواته علي بن العباس ، وهو الخراذيني أو الجراذيني ، وهو ضعيف.
قال النجاشي في رجاله : علي بن العباس الخراذيني الرازي ، رُمي بالغلو وغُمز عليه ، ضعيف جداً (١).
وقال ابن الغضائري : علي بن العباس الجراذيني ، أبو الحسن الرازي ، مشهور ، له تصنيف في الممدوحين والمذمومين يدل على خبثه وتهالك في مذهبه ، لا يُلتفت إليه ولا يُعبَأ بما رواه (٢).
ومنهم : الحسن بن عبد الرحمن ، وهو مهمل في كتب الرجال.
وعليه فلا يصح الاحتجاج بهذه الرواية الضعيفة؟!
هذا مع أن علماء الإمامية قد ذهبوا إلى صحة أنكحة الكفار والمخالفين ، فكيف يكونون أبناء زنا؟!
قال السيّد المرتضى قدَّس الله نفسه الزكية :
__________________
(١) رجال النجاشي ٢ / ٧٨.
(٢) رجال ابن الغضائري ، ص ٧٩.