١ ـ عن أبي جعفر رضي الله عنه (أن عبد الله بن سبأ كان يَدَّعِي النبوة ، ويزعم أن أمير المؤمنين هو الله ـ تعالى عن ذلك ـ فبلغ ذلك أمير المؤمنين رضي الله عنه ، فدعاه ، وسأله ، فَأَقَرَّ بذلك وقال : نعم ، أنت هو ، وقد كان قد ألقي في روعي أنت الله ، وأني نبي ، فقال أمير المؤمنين رضي الله عنه : ويلك قد سخر منك الشيطان ، فارجع عن هذا ثكِلتْكَ أمك وتُب ، فأبى ، فحبسه واستتابه ثلاثة أيام ، فلم يتب فأحرقه بالنار وقال : (إن الشيطان استهواه ، فكان يأتيه ، ويُلقِي في روعه ذلك).
وأقول : هذه الرواية ضعيفة السند بمحمد بن عثمان العبدي وبسنان والد عبد الله بن سنان ، فإنهما لم يثبت توثيقهما في كتب الرجال.
وعليه ، فهذه الرواية ساقطة لا يصح الاحتجاج بها ولا التعويل عليها.
* * *
قال الكاتب : وعن أبي عبد الله أنه قال : (لعن الله عبد الله بن سبأ ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين رضي الله عنه ، وكان والله أمير المؤمنين رضي الله عنه عبداً لله طائعاً ، الويل لمن كذب علينا ، وإن قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، نبرأ إلى الله منهم ، نبرأ إلى الله منهم) (معرفة أخبار الرجال) للكشي ص ٧٥ ـ ٧١ ، وهناك روايات أخرى.
وأقول : هذه الرواية صحيحة السند ، وهي إحدى ثلاث روايات أثبتت أن عبد الله بن سبأ شخصية حقيقية ، وأنه ادَّعى الألوهية لأمير المؤمنين عليهالسلام ، فأحرقه أمير المؤمنين عليهالسلام بالنار.
وليس عندنا من الأخبار والآثار المعتبرة المروية في كتب الفريقين ما يدل على أن عبد الله بن سبأ كان له أي دور في أحداث الفتنة التي تسارعت في زمن عثمان ، وأنه ألَب على عثمان وطاف في البلدان للتحريض عليه ، وأنه كان رجلاً أسود يهودياً قد أسلم في زمن عثمان ، فصار يقول بالرجعة وبأفضلية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب