فهذه الرواية كما يلاحظ القارئ كلها مسوقة لمدح الشيعة ، ولبيان أن لفظ (الرافضة) لفظ شريف ادَّخره الله لأهل الحق ، وأن المراد به الذين رفضوا الباطل واتّبعوا الحق.
لكن الكاتب بتر النص ليوهم القرَّاء أن الرواية كانت مسوقة لذم الشيعة لا لمدحهم ، وهذا دليل واضح يدل على أن الكاتب ليس أميناً في نقله ، ولا صادقاً مع نفسه ، ولا مصيباً في دعواه.
* * *
قال الكاتب : لقد قرأت هذه النصوص مراراً ، وفكرتُ فيها كثيراً ، ونقلتها في ملف خاص ، وسهرت الليالي ذوات العدد أُمْعِنُ النظر فيها ـ وفي غيرها الذي بلغ أضعاف أضعاف ما نقلته لك ـ فلم أنتبه لنفسي إلا وأنا أقول بصوت مرتفع : كان الله في عونكم يا أهل البيت على ما لقيتم من شيعتكم.
وأقول : لو كان هذا الكاتب فقيهاً كما يزعم وباحثاً عن الحقيقة كما يدَّعي لاحتج بالأحاديث الصحيحة دون الضعاف والمراسيل ، ولنقل لنا رواية واحدة صحيحة على الأقل تدل على مزاعمه ، لا أن يتخبَّط في الروايات ، فيخبط خبط عشواء ، وينقل ما وقع تحت نظره من غير تمييز بين الصحيح والضعيف ، والحجة وغير الحجة.
فالعجب من مُدَّعي الفقاهة والاجتهاد كيف لا يميِّز بين الغث والسمين ، فيتشبَّث بالأحاديث التي تشكِّكه في معتقده ـ حسب زعمه ـ مع أنها روايات ضعاف ، ويتعامى عن الأحاديث الصحيحة الكثيرة الواردة في مدح الشيعة وبيان فضلهم ، وهي تبلغ العشرات بل المئات ، ولا سيما أن الأحاديث المروية عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأئمة أهل البيت عليهمالسلام في فضلهم قد رواها الخاص والعام ، وهي أشهر من أن تُذكر ، وأظهر من أن تُنْكَر ، حتى ادَّعى بعض أهل السنة أنهم هم الشيعة الممدوحون في