* * *
قال الكاتب : كنا نقرأ أصول الكافي مرة مع بعض طلبة الحوزة في النجف على الإمام الخوئي ، فرد الإمام الخوئي قائلاً : انظروا إلى هذه المعجزة ، نوح سلام الله عليه يخبر بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، وبنبوَّته قبل ولادته بألوف السنين.
بقيت كلمات الإمام الخوئي تتردَّد في مسمعي مدة وأنا أقول في نفسي : كيف يمكن أن تكون هذه معجزة وفيها حمار يقول لرسول الله صلىاللهعليهوسلم وآله [كذا] : بأبي أنت وأمي؟! وكيف يمكن لأمير المؤمنين سلام الله عليه أن ينقل مثل هذه الرواية؟!
لكني سكت كما سكت غيري من السامعين.
وأقول : هذا من أخطائه الفاضحة وسقطاته الواضحة ، فإنه ظن أن من ضمن مناهج الحوزة العلمية في النجف دراسة كتب الأحاديث التي من أهمها كتاب (أصول الكافي) ، قياساً على ما هو متعارف في المناهج الدينية السُّنّية التي يدرسون فيها كتب الأحاديث المشهورة مثل البخاري ومسلم وغيرهما.
وبهذا يتضح كذب الحادثة من أساسها.
هذا مع أن السيد الخوئي لا يمكن أن يقول ما نسبه إليه اعتماداً على رواية مرسلة لا سند لها ، فإن منهجه قدسسره معروف عند كل طلبة الحوزة ، وهو أنه لا يعوِّل على الأحاديث الضعيفة وإن عمل بها المشهور.
ومن سقطاته الطريفة في هذه القصة أنه ذكر الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذه الكيفية : (صلىاللهعليهوسلم وآله) ، مع أن هذه الكيفية لا تصدر من شيعي ، فضلاً عن عالم قد بلغ هذا العمر المزعوم ، ولا تصدر إلا ممن لم يعتَدْ على الكيفية المتعارفة للصلاة عند الشيعة.
* * *