هذا مضافاً إلى دلالة موثقة سعيد بن عبد الله الأعرج عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أَحبُّ الأرض إلى الله مكة ، وما تربة أحب إلى الله عزوجل من تربتها ، ولا حَجَر أحب إلى الله من حجرها ، ولا شجر أحب إلى الله من شجرها ، ولا جبال أحب إلى الله من جبالها ، ولا ماء أحب إلى الله من مائها (١).
وفي معتبرة ميسر بن عبد العزيز ، قال : كنت عند أبي جعفر عليهالسلام وعنده في الفسطاط نحو من خمسين رجلاً ، فجلس بعد سكوت منا طويلاً فقال : ما لكم؟! لعلكم ترون أني نبي الله! والله ما أنا كذلك ، ولكن لي قرابة من رسول الله صلىاللهعليهوآله وولادة ، فمن وصلنا وصله الله ، ومن أحبَّنا أحبَّه الله عزوجل ، ومن حرمنا حرمه الله ، أتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة؟ فلم يتكلم أحد منا ، فكان هو الراد على نفسه ، فقال : ذلك مكة الحرام التي رضيها الله لنفسه حرماً ، وجعل بيته فيها. ثمّ قال : أتدرون أي البقاع أفضل فيها عند الله حرمة؟ فلم يتكلم أحد منا ، فكان هو الراد على نفسه ، فقال : ذلك المسجد الحرام. ثمّ قال : أتدرون أي بقعة في المسجد الحرام أعظم عند الله حرمة؟ فلم يتكلم أحد منا ، فكان هو الراد على نفسه ، قال : ذاك ما بين الركن الأسود والمقام وباب الكعبة ، وذلك حطيم إسماعيل عليهالسلام ، ذاك الذي كان يذود فيه غنيماته ويصلي فيه ، والله لو أن عبداً صفَّ قدميه في ذلك المكان ، قام الليل مصلياً حتى يجيئه النهار ، وصام النهار حتى يجيئه الليل ، ولم يعرف حقَّنا وحرمتنا أهل البيت ، لم يقبل الله منه شيئا أبداً (٢).
هذا مع دلالة بعض الأخبار على أن أفضل بقاع الأرض ما بين الركن والمقام ، وهي بقعة من مكة لا من غيرها ، وقد مرَّ ذلك في معتبرة ميسر المتقدِّمة.
وفي صحيحة أبي حمزة الثمالي عن الإمام زين العابدين عليهالسلام ، قال : قال لنا
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ٢ / ١٦٢. وسائل الشيعة ٩ / ٣٤٩.
(٢) ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للصدوق ، ص ٢٤٥. ونقله المجلسي عنه في بحار الأنوار ٢٧ / ١٧٧.