هذا مع أن أهل السنة رووا كتمان بعض الصحابة لما عندهم من العلوم خشية حصول الضرر عليهم بالإفشاء ، ومن ذلك ما مرَّ من كلام أبي هريرة.
وأخرج الطبراني بسنده عن حذيفة قال : والله لو شئت لحدّثتكم ألف كلمة تحبّوني عليها أو تتابعوني وتصدّقوني براً من الله ورسوله ، ولو شئت لحدّثتكم ألف كلمة تبغضوني عليها ، وتجانبوني وتكذبوني (١).
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة عندهم لا حاجة لاستقصائها كلها.
* * *
قال الكاتب : ٢ ـ صحيفة الناموس :
عن الرضا رضي الله عنه في حديث علامات الإمام قال : وتكون صحيفة عنده فيها أسماء شيعتهم إلى يوم القيامة ، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة. انظر بحار الأنوار ٢٥ / ١١٧ ، ومجلد ٢٦ ففيه روايات أخرى.
وأنا أتساءل : أية صحيفة هذه التي تتسع لأسماء الشيعة إلى يوم القيامة؟؟!! لو سجلنا أسماء شيعة العراق في يومنا هذا لاحتجنا إلى مائة مجلد في أقل تقدير. فكيف لو سجلنا أسماء شيعة إيران والهند وباكستان وسورية ولبنان ودول الخليج وغيرها؟ بل كم نحتاج لو سجلنا أسماء جميع الذين ماتوا من الشيعة وعلى مدى كل القرون التي مضت منذ ظهور التشيع وإلى عصرنا ...
إلى آخر ما قاله الكاتب في استبعاد أو استحالة اشتمال كتاب واحد على هذه الأسماء الكثيرة جداً.
وأقول : بغض النظر عن أسانيد تلك الروايات التي تذكر هذه الصحيفة
__________________
(١) المعجم الكبير للطبراني ٣ / ١٨٠. مجمع الزوائد ١ / ١٨٢. قال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير ، ورجاله موثقون.