وهذا الذي ذكروه من نسخ التلاوة متَّفِق في النتيجة مع ما قاله الميرزا النوري قدسسره ، فإن نتيجة كلا القولين هي وقوع النقص في القرآن ، غاية الأمر أنهم سمَّوه نسخ تلاوة ، والميرزا النوري سمَّاه تحريفاً ، وإلا فالمؤدَّى واحد ، والاختلاف إنما هو في التسمية ، وتسميتهم أقل شناعة من تسمية الميرزا النوري ، ولهذا شنَّعوا عليه أعظم تشنيع ، مع أن ما شنَّعوا عليه به هم يقولون به كما أوضحناه.
* * *
قال الكاتب : ٢ ـ أحمد بن علي بن أبي طالب (١) الطبرسي صاحب كتاب (الاحتجاج).
وقال في حاشية له هنا : أطلق على نفسه هذا الاسم لقصد التمويه ، حتى يتسنَّى له بَثّ سمومه ، وإلا فإن مثله لا يصح أن ينسب نفسه للتراب الذي كان يدوسه أمير المؤمنين صلوات الله عليه. علماً أنه لا يُعْرَفُ له أصلٌ ، ولا تُعْرَفُ له ترجمة.
وأقول : إنه لم يُطلِق على نفسه هذا الاسم كما زعم الكاتب ، فلا يراد بعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهالسلام كما تصوَّره الكاتب ، وإنما هو اسم أبيه وجدّه حقيقة ، والتشابه في الأسماء غير عزيز ولا بمحرَّم.
والعجيب من مدَّعي الاجتهاد والفقاهة أنه زعم أن الطبرسي لا يُعرف له أصل ولا تعرف له ترجمة ، مع أن كتاب الاحتجاج موشَّح بترجمة ضافية له ، وقد ترجمه تلميذه ابن شهرآشوب في كتابه (معالم العلماء) ، ص ٢٥ ، والحر العاملي صاحب وسائل الشيعة في كتابه (أمل الآمل) ٢ / ١٧ ، والشيخ يوسف البحراني في كتابه (لؤلؤة البحرين) ، ص ٣٤١ ، وغيرهم.
وأما مسألة سلسلة نسبه فمن المعلوم أن العرب يُنسبون إلى قبائلهم ، والعجم
__________________
(١) للكاتب هنا حاشية أدرجناها في المتن للرد عليها.