قال الكاتب : وقال الإمام زين العابدين رضي الله عنه لأهل الكوفة : (هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخَدَعْتُموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ، ثمّ قاتلتموه وخَذَلْتموه؟ بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، يقول لكم : قاتلتُم عِتْرَتي ، وانتهكتُم حُرْمَتي ، فلستم من أمتي) الاحتجاج ٢ / ٣٢.
وقال أيضاً عنهم : (إن هؤلاء يبكون علينا ، فَمَنْ قَتَلَنا غيرُهم؟) الاحتجاج ٢ / ٢٩.
وأقول : هذه الرواية مع ضعف سندها هي واردة في ذم أهل الكوفة في ذلك الوقت ، ونحن قد أثبتنا فيما تقدَّم أن أهل الكوفة لم يكونوا يومئذ من الشيعة ، وأنه لم يبقَ بالكوفة في زمن معاوية شيعي معروف ، وأثبتنا أن كل الذين خرجوا لقتال الحسين عليهالسلام ليس فيهم شيعي واحد معروف بتشيعه ، فراجع ما قلناه لئلا نعيده مرة ثانية.
هذا مع أن الرواية التي نقلها الكاتب واضحة الدلالة على أن الإمام زين العابدين عليهالسلام إنما ذمَّ أولئك الذي كاتبوا الحسين عليهالسلام ثمّ حاربوه ، مثل شبث بن ربعي وحجار بن أبجر ومن كان على نهجهما ، وهؤلاء وغيرهم لم يكونوا من الشيعة كما مرَّ بيانه.
* * *
قال الكاتب : وقال الباقر رضي الله عنه : (لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شُكاكاً ، والربع الآخر أحمق) رجال الكشي ص ٧٩.
وأقول : هذه الرواية ضعيفة السند ، فإن من جملة رواتها سلام بن سعيد الجمحي ، وهو مجهول الحال ، لم يوثَّق في كتب الرجال.
قال المامقاني في تنقيح المقال : سلام بن سعيد الجمحي قد وقع في طريق الكشي في الخبر المتقدم في ترجمة أسلم القواس المكي ، روى عنه فيه عاصم بن حميد ، وروى