ومع الإغماض عن سند الحديث فإنه لا دلالة فيه على أن المراد بالشيخين أبو بكر وعمر ، فلعلّهما طلحة والزبير ، أو معاوية وعمرو بن العاص ، أو شيخان آخران لا نعرفهما ، ومع تسليم أن المراد بهما أبو بكر وعمر وثبوت الخبر عن الصادقين عليهمالسلام فلا مناص لنا من الأخذ به والتعويل عليه ، لأنا مأمورون باتباعهم دون من سواهم.
* * *
قال الكاتب : وأما عثمان فعن علي بن يونس البياضي : كان عثمان ممن يُلْعَبُ به ، وكان مُخَنّثاً. الصراط المستقيم ٢ / ٣٠.
وأقول : إن البياضي العاملي رحمهالله قد نقل هذا الكلام عن الكلبي في كتاب المثالب (١) ، وهو كتاب ذكر فيه مثالب قريش ، ومن ضمنهم عثمان بن عفان.
ولعل المراد بقوله : (يُلعَب به) أن مروان بن الحكم وغيره كانوا يسوقون عثمان كيفما شاءوا ، ويقودونه إلى ما يريدون ، وهو ضعيف أو يتضعَّف ، لا أنه كان يُعبَث به جنسيّاً.
قال الطبري في حوادث سنة ٣٥ ه ـ من تاريخه : قال علي : عياذ الله يا للمسلمين ، إني إن قعدت في بيتي قال لي عثمان : (تركتني وقرابتي وحقّي) ، وإني إن تكلمت فجاء ما يريد يلعب به مروان ، فصار سيِّقة له يسوقه حيث شاء بعد كبر سنّه وصحبة رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٢).
أو أن المراد أنهم لا يعتنون بقوله ، ولا يمتثلون أمره ، كما ورد في رواية ابن مسعود أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ارحموا ثلاثة : غني قوم افتقر ، وعزيزاً ذل ، وعالماً يلعب به الحمقى والجهال (٣).
__________________
(١) الصراط المستقيم ٢ / ٣٣٤.
(٢) تاريخ الطبري ٣ / ٣٩٨.
(٣) مسند الشهاب ١ / ٤٢٧.