قال الكاتب : هل يرضى رسول الله أن يجلس علي في حجر عائشة امرأته؟ ألا يغار رسول الله صلىاللهعليهوآله على امرأته وشريكة حياته إذا تركها في فراش واحد مع ابن عمه الذي لا يُعْتَبَرُ من المحارم؟ ثمّ كيف يرتضي أمير المؤمنين ذلك لنفسه؟!
وأقول : إن الأحاديث السابقة لا دلالة فيها على أن عليّا عليهالسلام جلس في حجر عائشة ، حتى تأتي غيرة النبي عليهالسلام كما قال الكاتب.
وأما تركهما بالحالة المذكورة في الحديث فليس تركاً لهما في فراش واحد ، وإنما كان اللحاف واسعاً ، وكانت بينهما فاصلة واسعة كما أوضحناه فيما تقدم.
وأمير المؤمنين عليهالسلام وإن لم يكن من محارم عائشة إلا أنه لا يُتَّهم معها بسوء ، وهذا كاف في تجويز وقوع مثل هذا الفعل من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يتَّهم عائشة ولا أمير المؤمنين عليهالسلام بأية تهمة ، فما هو المحذور حينئذ؟
* * *
قال الكاتب : قال السيد [كذا] علي غروي أحد أكبر العلماء في الحوزة : (إن النبي صلىاللهعليهوآله لا بد أن يدخل فَرْجُه النار ، لأنه وَطِئَ بعضَ المشركات) يريد بذلك زواجه من عائشة وحفصة ، وهذا كما هو معلوم فيه إساءة إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، لأنه لو كان فَرْجُ رسولِ الله يدخل النار فلن يدخل الجنة أحدٌ أبداً.
وأقول : إن الميرزا علي الغروي قدَّس الله نفسه الزكية لا يصدر منه هذا الهذيان.
وإذا كان الكاتب لا يدري أن الميرزا علي الغروي شيخ أو سيّد فكيف يوثق في نقله ويؤخذ بشهادته؟
ونحن تشرفنا بالحضور مدّة في درسه الشريف ، وكان يخصّنا بأمور كثيرة ، ولم نسمع منه أمثال هذه الأباطيل المفضوحة التي لا يتفوَّه بها جاهل فضلاً عن عالم