ولا يُعْتَمَدُ عليها إذ لم يُعْتَنَ بها ، ولهذا عَبِثَت بها أيدي العِدَى ، فكان من أمرها ما قد عرفتَ.
وأقول : بل تبيَّن للقارئ العزيز أن كل ما قاله الكاتب ما هو إلا أوهام وخيالات ، لا تستند على دليل ولا تنهض بها حجَّة ، وأن الكاتب لم يعتمد في كلامه على الإثبات ، وإنما تشبث بخيوط من سراب ، فجمع ما ظن أنه يصل به إلى غايته ، ويحقق به بُغيته ، فباء بالخسران ، ورجع بالخيبة والخذلان.
إن الكاتب لم يستطع أن يثبت بدليل واحد أن ثمة أحاديث زيدت في الكتب المعروفة ، فيذكرها بأعيانها بعد مقارنة النُّسَخ القديمة بالنُّسَخ الحديثة من الكتب المذكورة ، ولم يتمكن من التدليل على أنها عُبث بها ، مع أنها لو زيد فيها لسهل على الباحث اكتشاف ذلك ، بسبب أن النَّقَلَة عنها كثيرون ، والمعتنون بها لا يحصَون ، فكيف يخفى عن كل هؤلاء ذلك العبث ، أو يتواطأ كل أولئك على قبول ذلك العبث والرضا به؟!
* * *
قال الكاتب : والآن نريد أن نُعَرِّجَ على لَونٍ آخر من آثار العناصر الأجنبية في التشيع.
إنها قضية الإمام الثاني عشر ، وهي قضية خطيرة جداً.
لقد تناول الأخ الفاضل السيد [كذا] أحمد الكاتب هذا الموضوع فبين أن الإمام الثاني عشر لا حقيقة له ، ولا وجود لشخصه ، وقد كفانا الفاضل المذكور مهمة البحث في هذا الموضوع ، ولكني أقول : كيف يكون له وجود وقد نصت كتبنا المعتبرة على أن الحسن العسكري ـ الإمام الحادي عشر ـ توفي ولم يكن له ولد ، وقد نظروا في نسائه وجواريه عند موته فلم يجدوا واحدة منهن حاملاً أو ذات ولد ، راجع لذلك كتاب