النجف الأشرف ، ويظهر أن زعم المؤلف بأنه كربلائي غير صحيح ، لأنه لا يُعرف في الأوساط العلمية الشيعية عالم من كربلاء بهذا العمر ، وأهل كربلاء أنفسهم لا يعرفون عالماً كربلائياً مجتهداً متصفاً بالصفات التي وردت في الكتاب.
وأما عمره وسنة ميلاده فلم يصرِّح بهما الكاتب ، وكلامه الذي يمكن أن يستفاد منه ذلك مضطرب ومتهافت جداً.
فإنه صرَّح في ص ٧٤ أن الشاعر أحمد الصافي النجفي رحمهالله يكبره بثلاثين سنة أو أكثر ، وهذا يعني أن الكاتب وُلد في سنة ١٣٤٤ ه ـ أو بعدها ، فيكون عمره لما صدر كتابه (لله وللتاريخ) في سنة ١٤٢٠ ه ـ هو ستّاً وسبعين سنة أو أقل من ذلك ، لأن الصافي النجفي ولد سنة ١٣١٤ ه ـ وتوفي سنة ١٣٩٧ ه ـ (١).
وعليه فيكون عمر الكاتب لما نال درجة الاجتهاد ـ حسب قوله ـ أقل من ثلاثين سنة ، إذا قلنا إن الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء قدسسره أعطاه إجازة الاجتهاد في سنة وفاته وهي سنة ١٣٧٣ ه ـ ، وأما لو قلنا إن الشيخ أعطاه الاجتهاد قبل وفاته بخمس سنين مثلاً ، فإن الكاتب يكون قد بلغ رتبة الاجتهاد وعمره أقل من خمس وعشرين سنة ، وهذا نادر جداً يكاد يكون ممتنعاً في عصرنا ، ولم يُسمع بواحد من أهل كربلاء حصل على الاجتهاد في هذه السن.
وأما إذا قلنا : (إنه بلغ رتبة الاجتهاد قبل إعطائه الإجازة بها بسنين) كما هو المتعارف ، فإن الأمر يزداد إشكالاً وغرابة.
ومن جانب آخر فإن الكاتب ذكر أيضاً أنه عاصر زيارة السيِّد عبد الحسين شرف الدين الموسوي قدسسره للنجف الأشرف ، وزيارة السيد للنجف كانت سنة ١٣٥٥ ه ـ (٢) ، فلو فرضنا أن عمر الكاتب كان حينئذ عشرين سنة ، فإنه سيكون في سنة ١٤٢٠ ه ـ خمسة وثمانين عاماً.
__________________
(١) معجم رجال الفكر والأدب في النجف ٢ / ٧٩٣.
(٢) ترجمة السيد شرف الدين المطبوعة في مقدمة كتاب النص والاجتهاد ، ص ٣٩.