استوطن أصبهان ، وكان ذا قبول ومنزلة وصدق وتأله (١).
ومنهم : داود بن عبد الرحمن العطار.
قال ابن حبان في كتاب الثقات : داود بن عبد الرحمن العطار من أهل مكة ، كنيته أبو سليمان ، يروي عن ابن خثيم وعمرو بن دينار ، روى عنه ابن المبارك وأحمد بن يونس ، وكان متقناً ، مات سنة أربع وسبعين ومائة ، وكان أبوه نصرانياً يتطيب فأسلم ، وهو من أهل الشام ، وقدم مكة ووُلد له بها داود ابنه سنة مائة ، وصار من فقهاء أهل مكة ومحدِّثيهم (٢).
ومنهم : الحسن بن داود بن بابشاد.
قال الخطيب البغدادي : الحسن بن داود بن بابشاد بن داود بن سليمان أبو سعيد المصري ، قدم بغداد ودرس فقه أبي حنيفة على القاضي أبي عبد الله الصيمري ، وتوجه فيه حتى درَّس ، وكان مفرط الذكاء حسن الفهم ، يحفظ القرآن بقراءات عدة ، ويحفظ طرفاً من علم الأدب والحساب والجبر والمقابلة والنحو ، وكَتَب الحديث بمصر عن أبي محمد بن النحاس وطبقته ، كُتبت عنه أحاديث ، وكتب عني ، وكان ثقة حسن الخلق وافر العقل ، وكان أبوه يهودياً ، ثمّ أسلم وحسن إسلامه ، وذُكر بالعلم ، وهو فارسي الأصل (٣).
وغير هؤلاء كثيرون لا نرى فائدة في استقصائهم ، وفيما ذكرناه كفاية ، وهؤلاء وإن لم يكونوا عند أهل السنة بمنزلة زرارة عند الشيعة إلا أن الغاية من ذكرهم هي بيان أن هؤلاء وغيرهم لم يُزر بهم عند أهل السنة أن آباءهم كانوا يهوداً أو نصارى ، فكيف أزرى بزرارة أن جدّه كان نصرانياً؟
* * *
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٨٨.
(٢) كتاب الثقات ٦ / ٢٨٦.
(٣) تاريخ بغداد ٧ / ٣٠٧.