ويتَّضح من خلال قراءة كتاب (لله ثمّ للتاريخ) أن مؤلفه لم يكن شيعياً ولا واحداً من علماء الشيعة ، ولم يقضِ فترة من حياته ـ كما قال ـ في الحوزة العلمية النجفية ، لما سنبيّنه مفصَّلاً في آخر الكتاب بعونه تعالى.
والظاهر أنه انتحل شخصية شيعية غير معروفة لأمرين :
الأول : لإشعار أهل السُّنة بقوة مذهبهم وضعف مذهب الشيعة الإمامية الذي تركه وأقرَّ ببطلانه واحد من فقهاء المذهب الشيعي المعاصرين.
وبه يندفع ما يكرره الشيعة دائماً من أن المستبصرين الذين يتحوَّلون إلى المذهب الشيعي هم علماء أهل السنة ومفكِّروهم ، في حين أنه لا ينقلب إلى مذهب أهل السنة إلا البسطاء والجهَّال من الشيعة.
والثاني : ليتمكن الكاتب من سرد قضايا ووقائع قبيحة يدَّعي فيها المشاهدة والحضور ، فإن هذه الحوادث لن يكون لها أية قيمة لو كتبها رجل سُنّي ، لوضوح انتحالها حينئذ ، بخلاف ما لو نقلها واحد من علماء الحوزة ، فإنها ستكون من باب (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا).
وليس غريباً أن يكون كاتب هذا الكتاب رجلاً غير عراقي ، لأنه وإن ذكر في مطاوي كلامه أموراً تنم عن نوع معرفة بمدن العراق وأحيائها وعلمائها ، إلا أن معرفة كل ذلك قد تتأتّى لمن عاش في العراق أو تتبَّع الكتب التي يستقي منها ما ينفعه في الموضوعات التي كتب فيها.
هذا كل ما استقرأناه من سطور الكتاب حول شخصية مؤلّفه الذي أسمى نفسه (السيد حسين الموسوي) ، وسيأتي في آخر الكتاب مزيد بيان في تحقيق حال هذا الرجل إن شاء الله تعالى.
وعلى كل حال فإنا سننظر في محتوى الكتاب بغض النظر عن هوية الكاتب ، وعن كونه شيعيّا أو سُنّيّاً ، فلا تهمّنا شخصية الكاتب بقدر ما يهمّنا ما في الكتاب من مضامين.