* * *
قال الكاتب : قال السيد هاشم البحراني (١) : وعندي في وضوح صحة هذا القول ـ أي القول بتحريف القرآن ـ بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع ، وأنه من أكبر مقاصد (٢) غصب الخلافة ، فتدبر. مقدمة البرهان الفصل الرابع ص ٤٩.
وأقول : كيف يمكن الحكم بأن القول بتحريف القرآن من ضروريات مذهب الشيعة مع إنكار أساطين الطائفة له؟! فإن الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي والشيخ الصدوق والطبرسي وغيرهم من أعلام الطائفة كلهم نصّوا على سلامة القرآن من كل زيادة ونقيصة ، فهل غاب عن كل هؤلاء ما هو ضروري في مذهب الشيعة؟!
وصحة أخبار التحريف لا تستلزم القول به ، للزوم تأويلها جمعاً بينها وبين غيرها من الأحاديث الصحيحة ، كأحاديث الحث على التمسك بالكتاب ، وأحاديث العَرْض على كتاب الله وغيرها ، وإلا لَلَزم أن يقول بالتحريف مَنْ ذكرنا أسماءهم من علماء أهل السنة وغيرهم ، لصحة أحاديث التحريف التي أخرجوها في كتبهم.
* * *
قال الكاتب : وقال السيد نعمة الله الجزائري رداً على من يقول بعدم التحريف : (إن تسليم تواتره عن الوحي الإلهي ، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يُفْضِي إلى طرح الأخبار المستفيضة مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها)
__________________
(١) هذه الكلمة لأبي الحسن العاملي ، وقد التبس على الكاتب فنسبها للسيد هاشم البحراني ، بسبب طبع مقدمة تفسير (مرآة الأنوار) للعاملي كمقدمة لتفسير البرهان للسيد هاشم البحراني.
(٢) كذا في نسخة الكتاب ، والموجود في المصدر : (مفاسد) ، ولعل الكاتب تعمد تغيير اللفظ مراعاة لمقامات الخلفاء الثلاثة.