وقال المامقاني : هو إمامي مجهول الحال من حيث العدالة والضبط وعدمهما ، لكن الإنصاف أن مثله يُسمَّى ضعيفاً اصطلاحاً (١).
ومع الإغماض عن ضعف الحديث والتسليم بصحَّته ، فإنه يدل على أن محمد بن أبي بكر كان يعتقد أن أباه من أهل النار ، وأنه بايع أمير المؤمنين عليهالسلام على ذلك ، وهو أعرف بأبيه منا ، واعتقاده لا يُدان به الشيعة في شيء.
ثمّ إذا كان أمير المؤمنين عليهالسلام قد قبل منه هذه البيعة فلا بد أن تكون عقيدته في أبيه إما صحيحة أو لا تضر ببيعته ، وذلك لأن كثيراً من الصحابة لم يكونوا يعتقدون في أبي بكر وعمر وعثمان ما يعتقده أهل السنة فيهم القداسة العظيمة التي لا يجوز معها تخطئتهم في أي موقف من مواقفهم.
* * *
قال الكاتب : وعن شعيب عن أبي عبد الله رضي الله عنه قال : (ما من أهل بيت إلا وفيهم نجيب من أنفسهم ، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء محمد بن أبي بكر) الكشي ص ٦١.
وأقول : هذه الرواية ضعيفة السند أيضاً ، فإن من جملة رواتها موسى بن مصعب ، وهو مهمل في كتب الرجال.
ومع الإغماض عن السند ، فإن الرواية في نفسها لا تصح ، وذلك لأن من المقطوع به أن بيوتاً كثيرة ليس فيها نجيب ، مع أن الرواية نصَّت على أن كل بيت لا يخلو من نجيب.
ثمّ إن الرواية وإن كان مساقها المدح لمحمد بن أبي بكر ، إلا أنها مع التدقيق فيها لا تدل على مدحٍ ذي شأن ، وذلك لأنها دلَّت على أنه أنجب النجباء من أهل
__________________
(١) تنقيح المقال ٢ / ٣٤٥.