الحديث ، وقلنا : إنه ظاهر في الإخبار عن بعض الحوادث التي تقع قبل ظهوره عليهالسلام ، وليس في الحديث أية دلالة على أنه عليهالسلام يقتل تسعة أعشار الناس ، فلا حاجة للإعادة والتكرار.
* * *
قال الكاتب : لقد أسلفنا أن القائم لا حقيقة له ، وأنه غير موجود ، ولكنه إذا قام فسيحكم بحكم آل داود ، وسيقضي على العرب والمسلمين ويقتلهم قتلاً لا رحمة فيه ، ولا شفقة ، ويهدم المسجد الحرام ، ومسجد النبي صلىاللهعليهوآله ، ويأخذ الحجر الأسود ، ويأتي بأمر جديد ، وكتاب جديد ، ويقضي بقضاء جديد ، فمن هو هذا القائم؟ وما المقصود به؟
وأقول : كل ما قاله الكاتب قد أوضحنا فساده فيما تقدَّم بحمد الله ومَنِّه ، لأنه لا يعدو أن يكون استدلالاً بأحاديث ضعيفة فهمها على غير وجهها ، أو بأحاديث حرَّف معانيها بأبشع تحريف ، وحملها على غير المراد منها ، فكانت نتيجة ذلك أن قال كل هذا الهراء الباطل.
ومن الواضح أن الأحاديث السابقة حتى الضعيفة منها لم تذكر أن الإمام المهدي عليهالسلام سيحكم بحكم آل داود ، وأنه سيقضي على العرب والمسلمين ، وأنه سيهدم المسجد الحرام ويتركه فلا يعيد بناءه ، وأنه سيأخذ الحجر الأسود.
وأما زعمه بأنه قد ذكر أن المهدي لا حقيقة له ، فهو زعم ـ كغيره من مزاعمه ـ لا قيمة له ما دام أنه لم يقم على ما قال أي دليل صحيح.
هذا مع أنه قد عوَّل في هذه المسألة على أحمد الكاتب ، ولم يذكر أي دليل على ما ذهب إليه ، والنص الذي زعم دلالته على أن الإمام الحسن العسكري عليهالسلام توفي ولم يكن له ولد قد أجبنا عليه فيما مرَّ ، فراجعه.
* * *