وأهل السنة رووا في كتبهم كما مرَّ أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أحبَّ زينب بنت جحش مع أنها كانت على عصمة زيد بن حارثة ، ولم يروا في ذلك ما يتنافى مع مقام النبوة ، فكيف يتنافى ما هو دونه مع مقام الإمامة؟!
* * *
قال الكاتب : ولقبوا جعفراً بجعفر الكذاب ، فسبوه وشتموه مع أنه أخو الحسن العسكري فقال الكليني : (هو معلن الفسق فاجر ، ماجن شريب للخمور ، أقل ما رأيته من الرجال ، وأهتكهم لنفسه ، خفيف قليل في نفسه) أصول الكافي ١ / ٥٠٤.
فهل في أهل البيت سلام الله عليهم شريب خمر؟! أو فاسق؟ أو فاجر؟
وأقول : هذا كلام أحمد بن عبيد الله بن خاقان أحد وزراء الخليفة العباسي آنذاك ، وليس هو من كلام واحد من أئمة أهل البيت عليهمالسلام أو واحد من شيعتهم ، غاية ما في الباب أن الكليني ذكره من رواية الحسين بن محمد الأشعري ومحمد بن يحيى.
ولا ريب في أنا لا نرى وثاقة كل واحد من بني هاشم ، أو كل واحد من أبناء وأحفاد الأئمة عليهمالسلام أو أبناء عمومتهم ، فإن الوثاقة إنما تثبت بالدليل لا بالنسَب ، فكل من ثبتت وثاقته قلنا بها ، وإلا فلا ولا كرامة.
وكتاب الله العزيز قد نصَّ بأتم دلالة على انحراف ابن نوح عليهالسلام ، وأنه هلك فيمن هلك ، ولم يمنع قربه من نبي من أولي العزم من الحكم عليه بما يستحقه ، والكلام هو الكلام في أبناء الأئمة عليهمالسلام ، فإنا لا نقول بعصمتهم ولا وثاقتهم بالجملة.
وأما جعفر بن الإمام الهادي عليهالسلام فلم تثبت وثاقته عندنا ، وأما ما نسبه إليه أحمد بن عبيد الله بن خاقان من كونه شرّيباً للخمر فالله أعلم به ، ونحن لا ندين الله بشيء لا نعلمه.